عبد الله بن أبي بن سلول
عبد الله بن أبي بن سلول شخصية من شخصيات يثرب وأحد قادة ورؤساء الخزرج، ورد في سيرة النبي محمد ﷺ كشخصية معادية للدين الإسلامي مهادنة ظاهرياً، يلقبه المسلمون بكبير المنافقين.[1] قيل إنه كان على وشك أن يكون سيد المدينة قبل أن يصلها النبي محمد ﷺ .
عبد الله بن أبي بن سلول | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | المدينة المنورة |
تاريخ الوفاة | يناير 631 |
الأولاد | |
الحياة العملية | |
المهنة | شيخ قبيلة |
نسبه
هو عبد الله بن أبي بن سلول الازدي من قبيلة الخزرج الأزدية من أهل يثرب ويلقب برأس النفاق.
حياته
كانت البداية قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، يوم كانت يثرب تعيش توتراً بين الأوس والخزرج ما إن تهدأ ثائرته قليلاً حتى يعود للاشتعال مرّة أخرى، وانتهى الصراع على اتفاقٍ بين الفريقين يقضي بنبذ الخلاف وتنصيب ابن سلول حاكماً على المدينة.
ووئدت هذه الفكرة بدخول الإسلام إلى أرض المدينة، واجتماعهم حول راية النبي صلى الله عليه وسلم، فصارت نظرة ابن سلول لهذا الدين تقوم على أساس أنه قد حرمه من الملك والسلطان، وبذلك يرى البعض ان مصالحه الذاتية وأهواؤه الشخصيّة وراء امتناعه عن الإخلاص في إسلامه.
خاض ابن سلول صراعا علنيا في قليل من الأحيان وسري في أحيانٍ كثيرة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته في محاولة منه للسيطرة على مقاليد الأمور في المدينة.
وأرخّ له المؤرخون المسلمين الكثير من المواقف المعادية للإسلام منها:
جاريته معاذة
كانت عنده جارية أسلمت وبايعت النبي وكان عنده أسير فكان عبد الله يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل فيأخذ في ذلك فداء وهو العرض الذي قال الله عز وجل:﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور:33] وكانت معاذة تأبى عليه وهي مسلمة وقال الزهري: كانت مسلمة فاضلة فأنزل الله (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) ثم إنها عتقت وتزوجت بعد ذلك سهل بن قرطة.[2][3]
موقفه في غزوة أحد
تمرَّدَ عبدُ اللهِ بن أُبي بن سلول، فانسحب بنحو ثلث العسكر- ثلاثمائة مقاتل- قائِلاً: ما ندري علام نقتلُ أنفسَنَا؟ وحجته في ذلك بأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم تَرَكَ رأيه، وأطاعَ غيرَهُ..
غزوة بني المصطلق
حدثت هذه الغزوة في 2 شعبان سنة 6 هـ عند منطقة تعرف بماء المريسيع ينقل عنه قوله عندما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم وجيشه من غزوة بني المصطلق «والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل»، وكان ابن سلول يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم ولما علم ابنه عبد الله بما قال ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: «يا رسول الله قد علمت المدينة أنه لا يوجد أحد أبر من أبيه مني فإن تريد قتله فأمرني أنا فإني لا أصبر على قاتل أبي». وعندما دخل الجيش المدينة بعد العودة من غزوة بنو المصطلق تقدم عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الجيش ووقف بسيفه على مدخل المدينة والكلُ مستغرب من عمله حتى إذا قدم أبوه داخلاً المدينة أشهر السيف في وجه أبيه وقال «والله لا تدخل حتى يأذن لك رسول الله».
وقال بن سلول أيضاً: {لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا}، أي: امنعوا الأموال عنه وعن أصحابه، لا تعطوه زكاة ولا غيرها، فيضطر الناس للانفضاض عنه، والأعراب الذين يأتون للمال لا يأتون، فلما سمع بذلك عمر، قال: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((دعه.. لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)). وسماه الصحابة بـ رأس النفاق.
أبناؤه
لديه ولد من زوجته خولة بنت المنذر بن حرام بن عمرو، اسمه عبد الله (على اسم ابيه) ويعتبر أحد خيار الصحابة. كان اسم عبد الله بن عبد الله «الحُباب» (به یکنی أبوه)، وغيّره النبي محمد إلى «عبد الله».[4][5]
وفاته
لما توفي عبد الله بن أبي سلول جاء ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه فقام الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله: إنما خيرني الله فقال: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [التوبة:80]. وسأزيده على السبعين، قال: إنه منافق. يقول ابن عمر: فصلى عليه رسول الله، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:84].
ويجزم المؤرخون المسلمون أنه بموت عبد الله بن أبي بن سلول انحسرت حركة النفاق بشكل كبير، وتراجع بعض أفرادها فيما بقي البعض الآخر على الكفر الذي يضمرونه، وقيل إنه لا يعرفهم سوى حذيفة بن اليمان صاحب سرّ الرسول صلى الله عليه وسلم.
المراجع
- المكتبة الإسلامية - تفسير قوله تعالى «ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره»
- تمرد عبد الله بن أُبي وأصحابه
- إسلام ويب - سبب نزول قوله تعالى: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ
- "معلومات عن عبد الله بن أبي بن سلول على موقع britannica.com"، britannica.com، مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - محمد عبد الحق/ابن شاه الهندي (01 يناير 2011)، الأكليل على مدارك التنزيل وحقائق التأويل للإمام النسفي 1-7 ج5، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، مؤرشف من الأصل في 03 يونيو 2020.
- جلال الدين عبد الرحمن بن أبي (01 يناير 2015)، تفسير السيوطي (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) 1-7 ج5، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، مؤرشف من الأصل في 03 يونيو 2020.
- سير أعلام النبلاء - الصحابة رضوان الله عليهم - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ نسخة محفوظة 06 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- الطبقات الكبرى لابن سعد - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نسخة محفوظة 24 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- بوابة محمد
- بوابة أعلام
- بوابة الإسلام
- بوابة التاريخ الإسلامي
- بوابة صحابة