إبراهيم بن محمد

إبراهيم بن محمد بن عبد الله هو ابن الرسول محمد من مارية القبطية، وهو الولد الوحيد الذي له من غير خديجة بنت خويلد. وُلد في المدينة المنورة سنة 8 هـ وتُوفي فيها سنة 10 هـ عن عمر 18 شهرًا.

إبراهيم بن محمد
تخطيط إبراهيم بن محمد
الولادة ذو الحجة 8 هـ الموافق 630
المدينة المنورة
الوفاة 29 شوال 10 هـ الموافق 27 يناير 632
المدينة المنورة
مبجل(ة) في الإسلام
النسب القبيلة :بني هاشم
الأم :مارية القبطية
إخوة وأخوات :القاسم، عبد الله، زينب، رُقيّة، أم كلثوم، فاطمة

حياته

وُلد إبراهيم في شهر ذي الحجة سنة 8 هـ للرسول محمد من مارية القبطية (جاريته عند أهل السنة والجماعة[1] وزوجته عند الشيعة[2])؛ وكانت ولادته في أحد أحياء المدينة المنورة يُقال له العالية، وكانت قابلته سلمى مولاة النبي امرأة أبي رافع، فبشَّر أبو رافع النبي فوهب له عبداً، وحلق أبو هند شعر إبراهيم يوم سابعه، وسمّاه، وتصدّق بزنة شعره فضّة على المساكين، ودفنوا شعره في الأرض.[3] قال النبي محمد: «وُلد لي الليلة غلام سمّيته باسم أبي إبراهيم».[4]

وتنافست الأنصار فيمن يرضع إبراهيم، فأعطاه لأم بردة بنت المنذر بن زيد الأنصاري، زوجة البراء بن أوس، فكانت ترضعه بلبن ابنها في بني مازن بن النجار وترجع به إلى أمه. وأعطى النبي محمد أمّه بردة قطعة نخل. ثمّ أعطاه النبي محمد إلى «أم سيف» امرأة حدّاد في المدينة المنورة يُقال له «أبو سيف»، وبقي عندها إلى أن مات، وقيل مات عند أم بردة.[3] يروي أنس بن مالك فيقول: «ما رأيت أحدًا أرحم بالعيال من رسول الله ﷺ، كان إبراهيم مسترضعًا في عوالي المدينة فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت وكان ظئره قينًا، فيأخذ فيقبّله ثم يرجع».[5]

وفاته
مكان دفن إبراهيم بن محمد في مقبرة البقيع
جزء من سلسلة مقالات حول
الرسول محمد
سيرته
أحداث وجوانب من حياته
معجزاته
نظراته وآراؤه
خلافته
تعظيمه ومدحه في الإسلام
النظرات إليه
أهل بيته
أوصافه وخصاله
آثاره ومقتنياته
انظر أيضًا
 بوابة محمد

تُوفي إبراهيم في بني مازن عند أم بردة وهو ابن 18 شهرًا سنة 10 هـ،[6] وعلى ذلك تكون وفاته في شهر جمادى الثاني سنة 10 هـ، وذكر الواقدي وغيره أنّ وفاته كانت يوم الثلاثاء 10 ربيع الأول سنة 10 هـ، وقال آخرون أنّه تُوفي وعمره 16 شهرًا، وقيل: سنة وعشرة أشهر. وقامت أم بردة بتغسيله، وحُمل من بيتها على سرير صغير، وصلّى عليه النبي محمد بالبقيع، وقال: «ندفنه عند فَرَطنا عثمان بن مظعون».[3][7] وقيل أن الفضل بن العباس غسّل إبراهيم ونزل في قبره مع أسامة بن زيد، ورشّ قبره، وأعلم فيه بعلامة.[7]

واتفق أن كُسفت الشمس في اليوم الذي تُوفي فيه إبراهيم، فتحدّث الناس أن الشمس كُسفت لموت إبراهيم، فقال النبي محمد: «إنَّ الشمسَ والقمرَ من آيات اللهِ، وإنهما لا يَنخسفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُموهما فكبِّروا، وادعو اللهَ وصلُّوا وتصدَّقوا».[8] وقال عن إبراهيم عند وفاته: «إنَّ له مُرضِعًا في الجنَّةِ».[9]

ويروي عبد الرحمن بن عوف قصّة وفاته فيذكر: «أخذ النبيُّ ﷺ بيديَّ فانطلقتُ معه إلى إبراهيمَ ابنِه وهو يجُودُ بنفسِه فأخذه النبيُّ ﷺ في حِجره حتى خرجت نفسُه قال: فوضعه وبكى قال: فقلتُ: تبكي يا رسولَ اللهِ وأنت تنهَى عن البُكاءِ؟ قال: إني لم أنهَ عن البكاءِ ولكني نَهيتُ عن صوتَينِ أحمقَينِ فاجرَينِ صوتٍ عند نعمةِ لهوٍ ولعبٍ ومزاميرِ الشيطانِ وصوتٍ عند مصيبةِ لطمِ وجوهٍ وشقِّ جيوبٍ، وهذه رحمةٌ ومن لا يَرحَمُ لا يُرحمُ ولولا أنه وعدٌ صادقٌ وقولٌ حقٌّ وأن يلحقَ أولُنا بآخرنا لحزِنَّا عليك حُزنًا أشدَّ من هذا وإنا بك يا إبراهيمُ لمحزونونَ تبكي العينُ ويحزنُ القلبُ ولا نقولُ ما يُسخِطُ الرَّبَّ».[10]

يُروى عن ابن عباس حديثًا جاء فيه: «لو عاشَ إبراهيمُ لكانَ صدِّيقًا نبيًا».[11]

الكسوف

طبقاً للحسابات الفلكية الدقيقة، فإن كسوف الشمس الذي حدث في سنة 10 هـ وقع صباح يوم الإثنين 27 يناير 632 ميلادي،[12] وكان كسوف الشمس جزئياً كما يرى من المدينة، وحلقياً (Annular) كما يرى من مناطق أخرى من العالم. امتدّ الكسوف من الساعة السابعة وخمس عشرة دقيقة إلى الساعة التاسعة وخمس وخمسين دقيقة صباحاً بتوقيت المدينة. كان قدر الكسوف كبيراً حيث غطى القمر 76% من الشمس بالنسبة للمشاهد من المدينة. وبالاستناد إلى التاريخ الميلادي الدقيق للكسوف تكون وفاته آخر يوم من شوال 10 هـ.

المصادر
  1. مسائل حول مارية القبطية رضي الله عنها، فتاوى إسلام ويب نسخة محفوظة 20 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. هل مارية من أمهات المؤمنين؟ / الشيخ محمد صنقور، مركز الهدى للدراسات الإسلامية - 8 آذار (مارس) 2012. نسخة محفوظة 12 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. شهاب الدين القسطلاني، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، مصر: المكتبة التوفيقية، ص. 485-489، جزء 1، مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 2017، اطلع عليه بتاريخ 30 يوليو 2015.
  4. صحيح مسلم، مسلم، عن أنس بن مالك، رقم: 2315.
  5. صحيح ابن حبان، ابن حبان، عن أنس بن مالك، رقم: 6950.
  6. السهيلي (2000)، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام (ط. الأولى)، لبنان: دار إحياء التراث العربي، ص. 160، جزء 2، مؤرشف من الأصل في 05 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 10 مايو 2015.
  7. ابن عبد البر (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (ط. الأولى)، لبنان: دار الجيل، ص. 54-61، جزء 1، مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 30 يوليو 2015.
  8. صحيح مسلم، مسلم، عن عائشة بنت أبي بكر، رقم: 901.
  9. مجمع الزوائد، الهيثمي، عن البراء بن عازب، رقم: 9/165.
  10. مجمع الزوائد، الهيثمي، عن عبد الرحمن بن عوف.
  11. در السحابة، الشوكاني، عن أنس بن مالك، رقم: 221.
  12. Besselian Elements - Annular Solar Eclipse of 0632 January 27 نسخة محفوظة 4 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة العرب
  • بوابة صحابة
  • بوابة شبه الجزيرة العربية
  • بوابة أعلام
  • بوابة التاريخ الإسلامي
  • بوابة الإسلام
  • بوابة محمد
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.