قوات حفظ السلام

قوات حفظ السلام، هي قوات يتكون أفرادها من مدنيين وغير مدنيين (جنود، شرطة وضباط عسكريين) يسعون للسلام ومساعدة البلدان الواقعة تحت نيران الصراعات والحروب، تميّزوا بقبعاتهم الزرقاء، هذه القوات عالمية لا بلد لها، ينتمي أفرادها لبلدان عديدة من العالم، قوات حفظ السلام هي واحدة من عمليات الأمم المتحدة، إلا أن مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة هو المسؤول عن إصدار القرار بنشرها من عدمه، من مهام قوات حفظ السلام العمل على تنفيذ اتفاقيات السلام، تعزيز الديموقراطية، نشر الأمن والاستقرار، تعزيز سيادة القانون، العمل على دفع عجلة التنمية والعمل على تحقيق حقوق الإنسان.[1][2][3] ظهرت الحاجة وكانت البداية لقوات حفظ السلام في أيام عصر الحرب الباردة.

قوات حفظ السلام
معلومات عامة
الدولة
التأسيس
1956
موقع الويب
peacekeeping.un.org… (العربية)
قوات حفظ السلام في إريتريا

نشر مجلس الأمن العديد من قوات حفظ السلام في مختلف أنحاء العالم، نشرت في الصومال، لبنان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، ليبيريا، سيراليون، كوسوفو، هاييتي، تيمور وغيرها من دول العالم. فشل قوات حفظ السلام في تحقيق أهدافها في كلٍ من البوسنة والهرسك ورواندا استدعى الأمين العام للامم المتحدة السابق كوفي عنان في عام 1999 إجراء تقييم شامل للتجربتين وإجراء إصلاحات لقوات حفظ السلام. لا تلجأ قوات حفظ السلام للقوة وفقاً للمفهوم التقليدي للأمم المتحدة، أفراد قوات حفظ السلام لا يحملون أسلحة أو قد يحملون أسلحة خفيفة، ولا يمكنهم استخدام القوة إلا دفاعا عن النفس، لكن في السنوات الأخيرة دفعت الحاجة الأمم المتحدة لتعزيز قواتها من الناحية الكمية والنوعية

هذه القوات تنظم وتدير منظمات حفظ السلام في المناطق المتنازعة وتحول بين أي نزاعات بينها. تساعد هذه المنظمة أيضاً في كثير من النشاطات في البلدان النامية مثل قياس طول المباني، المساعدات المدنية، الدعم للخدمات الكهربية، تعزيز القوة القضائية. بالنسبة إلى قوات حفظ السلام فهي تفضل الخوذات الوقاية الزرقاء (نسبة إلى علم الأمم المتحدة) وهي شاملة لجميع القوات فيها.

قسم الطوارئ والإنقاذ في بنغلاديش التابع لقوة بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية ، في بونيا ، إيتوري.

ميثاق الأمم المتحدة يعطي مجلس الأمن الصلاحية والطاقة المطلقة لاستجماع أي قوة للمحافظة على السلام والأمن. لهذا السبب، يرى المجتمع الدولي مجلس الأمن كقوة فعالة في حفظ السلام في المناطق المتوترة. بالنسبة إلى الأمم المتحدة فهي ليست المنظمة الوحيدة التي تعنى بحفظ السلام، بالرغم من أن البعض قد يرون من أنها هي الوحيدة التي تقوم بهذا العمل شرعيا، ففي بعض المرات أستخدمت منظمات غير تابعة للأمم المتحدة للمراقبة كقوات المراقبة المتعددة الجنسيات في شبه جزيرة سيناء والناتو في كوسوفو.

السير والهيكل

في عام 2007، فُرض على من يرغب بالتطوع في قوات حفظ السلام أن يكون فوق سن 25 مع عدم فرض حد أقصى للسن المسموح. تساهم الدول الأعضاء في قوات حفظ السلام على أساس طوعي. اعتبارًا من 30 يونيو 2019، كان هناك 100411 عضو في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (86145 بالزي الرسمي، 12932 مدنيًا، و 1334 متطوعًا). تساهم الدول الأوروبية بما يقرب من 6000 وحدة بهذا المجموع. تعد باكستان والهند وبنغلادش من بين أكبر المساهمين الفرديين بحوالي 8000 وحدة لكل منها. ساهمت الدول الأفريقية بما يقرب من نصف المجموع، أي ما يعادل 44000 وحدة. مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة هو المسؤول عن تفويض بعثات حفظ السلام.

التاريخ

حفظ السلام خلال الحرب الباردة

طُوّرت عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البداية خلال الحرب الباردة كوسيلة لحل النزاعات بين الدول من خلال إرسال طاقم عسكري غير مسلح أو مسلح بأسلحة خفيفة من عدة بلدان وتحت قيادة منظمة الأمم المتحدة إلى المناطق التي بحاجة طرف محايد لرصد النزاع بين الأطراف المتحاربة. يمكن استدعاء قوات حفظ السلام عندما تكلف القوى الدولية الكبرى (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن) الأمم المتحدة بحل النزاعات التي تهدد الاستقرار الإقليمي والسلم والأمن الدوليين. اشتمل ذلك على عدة مما تسمى «الحروب بالوكالة» التي شنتها الدول العميلة للقوى العظمى. اعتبارًا من ديسمبر 2019، كانت هناك 72 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة منذ عام 1948 مع 17 عملية جارية. هناك اقتراحات حيال بعثات جديدة سنويًا.

أرسلت أول بعثة لحفظ السلام في عام 1948، وهي هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، إلى دولة إسرائيل المتأسسة حديثًا، إذ وصل الصراع لتوه بين الدولة الإسرائيلية والدول العربية حول إنشاء إسرائيل إلى وقف إطلاق النار. لا تزال هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة فعالة حتى هذه اللحظة، على الرغم من أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم تخف وطأته. فُوض فريق مراقبي الأمم المتحدة العسكريين في الهند وباكستان بمراقبة العلاقات بين البلدين الذين انفصلا بعد إنهاء استعمار المملكة المتحدة لشبه القارة الهندية.

مع انتهاء الحرب الكورية باتفاقية الهدنة الكورية في عام 1953،[4] ظلت قوات الأمم المتحدة على طول الجانب الجنوبي من المنطقة منزوعة السلاح حتى عام 1967 عند استيلاء القوات المسلحة الأمريكية والكورية الجنوبية على السلطة.

أعادت الأمم المتحدة توجيه انتباهها إلى الصراع بين إسرائيل وجيرانها العرب، واستجابت لأزمة السويس عام 1956، وهي حرب بين تحالف المملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل ضد مصر والتي كانت مدعومة من دول عربية أخرى. عندما أعلن وقف إطلاق النار عام 1957 اقترح وزير الشؤون الخارجية الكندية (ورئيس الوزراء لاحقًا) ليستر بولز بيرسون أن تنشر الأمم المتحدة قوة حفظ سلام في السويس لضمان التزام كلا الطرفين باتفاقية وقف إطلاق النار. اقترح بيرسون في البداية أن تتكون القوة بشكل أساسي من جنود كنديين، إلا أن المصريين كانوا مرتابين حيال وجود دولة من دول الكومنولث لتدافع عنهم ضد المملكة المتحدة وحلفائها. في نهاية المطاف استعين بمجموعة واسعة من القوى الوطنية لضمان التنوع الوطني. فاز بيرسون بجائزة نوبل للسلام عن هذا المجهود، وهو يُعتبر في وقتنا الحالي أبًا لعمليات حفظ السلام المعاصرة.

في عام 1988، مُنحت جائزة نوبل للسلام لقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. وذكر البيان الصحفي أن القوات «تمثل الإرادة الواضحة للمجتمع الدولي» وقد «قدمت مساهمات جوهرية» في حل النزاعات في جميع أنحاء العالم.

طبيعة قوات حفظ السلام

قوات بنغلاديش تحت قيادة مينوسما مالي.

قوات هذه المنظمة تعنى بأي شيء قد يُعنى بحفظ السلام أو يؤدي إليه، وهو يشمل الانسحاب من منطقة الممثل المتنازع فيها، والإشراف على الانتخابات، الدعم للمناطق المتضررة. وليس إلزاماً أن يكونوا جنوداً، بل هم في العادة جنود. وبالطبع، فإن قوات الحفظ السلام مسلحة فهي لاتقوم بأي عدوان مسلح (مالم يقوم الطرف المعني بالهجوم بعناد)

التكلفة

لقد كانت قوات حفظ السلام، خصوصاً خلال الحرب الباردة ذو تكلفة متزايدة. في 1993م أصبحت التكلفة الإجمالية للقوات بـ 3.7 مليار دولار أمريكي، بالرغم من أن التكلفة الكلًية تصل إلى أعلى من هذا، وهي انعكاس للنزاعات التي تحصل في تلك الفترة (يوغوسلافيا والصومال في تلك الفترة). في عام 1996م أسقط إجمالي التكلفة بنسبة مليار دولار، وفي 2001 أصبحت الكلفة 3 مليارات دولار، وفي 2004 الضريبة المتفق عليها كانت 2.8 مليار دولار، بالرغم من أن التكلفة أعلى من هذا بكثير. أصبحت التكلفة الإجمالية في عام 2006م للقوات 5.04 مليار دولار أمريكي.

جائزة نوبل للسلام

حازت المنظمة جائزة نوبل للسلام سنة 1988.

خريطة العمليات


انظر أيضا

مراجع

  1. Sambanis, Nicholas (2008)، "Short- and Long-Term Effects of United Nations Peace Operations"، The World Bank Economic Review، 22: 9–32.
  2. UN Peacekeeping Fact Sheet: 30 June 2013; accessed: August 7, 2013 نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  3. "Enough with the Pessimism about Peacekeeping"، Political Violence @ a Glance، مؤرشف من الأصل في 04 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 22 أكتوبر 2015.
  4. "The Korean War armistice"، BBC News (باللغة الإنجليزية)، 05 مارس 2015، مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2022، اطلع عليه بتاريخ 09 فبراير 2017.

وصلات خارجية

  • بوابة الأمم المتحدة
  • بوابة الحرب
  • بوابة السياسة
  • بوابة بلجيكا
  • بوابة جوائز نوبل
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.