جماعة التوحيد والجهاد

جماعة التوحيد والجِهاد هي جماعة جهادية مُتشدّدة تأسست في الأردن عام 1999 بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي. خلال التمرد في العراق (2003-11)؛ أصبحت الجماعة شبكة لامركزية خاصّة بعدما انضمّ لها عددٌ منَ المقاتلين الأجانب والمقاتلين العراقيين المحليين.

جماعة التوحيد والجهاد
مشارك في حرب العراق
علم استخدمته جماعة التوحيد والجهاد أواخر عام 2004
سنوات النشاط 1999–17 أكتوبر 2004
قادة أبو مصعب الزرقاوي  (زعيم الجماعة)
أبو أنس الشامي  (نائب زعيم الجماعة)
مقرات الفلوجة، العراق
منطقة 
العمليات
العراق
 الأردن بشكل محدود
أصبح تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين
خصوم القوات متعددة الجنسيات في العراق
 العراق (قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة والميليشيات الشيعية)
 الأردن
 الأمم المتحدة
معارك/حروب التمرد العراقي

في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2004؛ تعهدَ الزرقاوي بالولاء لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ثم حوّل اسمَ جماعته إلى ما بات يُعرف اليوم باسم تنظيم القاعدة في العراق. بعد عدة عمليات؛ اندمجَ التنظيم مع مجموعات أخرى كما غيّر اسمهُ عدّة مرات إلى أن بات عام 2006 تحتَ اسم دولة العراق الإسلامية.[1][2][3]

الخلفية

أبو مصعب الزرقاوي هوَ جهادي أردني سافرَ إلى أفغانستان للقتال في الحرب السوفياتية–الأفغانية ثم سُرعان ما عاد لوطنهِ بعد رحيل القوات السوفياتية. عادَ في نهاية المطاف إلى أفغانستان وهناك انضم لمُعسكر إسلامي متشدد قُرب هراة. صدرَ تقرير عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في منتصف عام 2014 يصف الزرقاوي في الأردن وغيرهِ من الجهاديين السنيين بالمسلحين الذين تلقوا تدريبًا في إحدى المعسكرات بمدينة هراة غرب أفغانستان عام 1999.

الفكر والدافع

لطالما كانت شخصية الزرقاوي شخصية مُثيرة للجدل كما لا يُعرف الكثير عن أفكاره ودوافعه بالضبط لكنّه يُحسب على الإسلاميين الأصوليين الذين يُكفرون من يُعارضهم وبالتالي يُبررون سبب القتل والهجمات الدامية وغير ذلك. كان مصعب يُعارض البِدع وهو ما مكّنه من الاحتكاك مع بن لادن والاتفاق معهُ في مجموعة منَ القضايا. في أول لقاء له معَ أسامة عام 1999؛ قالَ الزرقاوي: «يجبُ محاربة المد الشيعي.[4]» لدى الزرقاوي كذلك مجموعة من الدوافع السياسية بمَا في ذلك قضيّة الانتداب البريطاني على فلسطين والتي يراها مصعب «هدية لليهود حتى يتمكنوا من اغتصاب الأرض وإذلال شعبنا» كما انتقدَ الزرقاوي منظمة الأمم المتحدة التي اتهمها بدعم الولايات المتحدة في حربها على المساكين في العراق وإذلال المُسلمين هناك.

القادة

التاريخ

الأردن (1999-2001)

حاولَ الزرقاوي في مُختلف فترات حياته في الأردن محاربة المرتدين هناك كما حاربَ غير المسلمين هذا ناهيك عن عمله على الإطاحة بالنظام الملكي في الأردن ومن ثم في باقي بلاد الشام. لهذه الأغراض قام بتطوير العديد من الاتصالات والشركات التابعة له في العديد من البلدان. ازدهرت هذه الشبكة في أواخر عام 1999 حينَما بدأت في تنفيذ هجماتها المصغرة ضدّ الوجود الأمريكي في الأردن.[7]

الأردن والعراق (2001-2002)

مُسلّحان عراقيان مناهضان في عام 2006

بعدَ غزو أفغانستان من قِبل الولايات المتحدة عام 2001؛ انتقلَ الزرقاوي إلى العراق ثم تلقى العلاج الطبي في العاصِمة بغداد بعدما تعرّض لإصابة بليغة نوعًا ما في ساقه. مكثَ الزرقاوي في بغداد في الفترة من مايو حتى أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2002 قبلَ أن يُسافرَ إلى إيران وشمال شرق العراق. في تقرير المخابرات الأمريكية لعام 2006 فيما يتعلقُ بالحرب على العراق؛ جاء التالي: «تُشير المعلومات التي حصلَت عليها أجهزة المخابرات في ما بعد الحرب إلى أن صدام حسين حاول دون جدوى تحديد مكان الزرقاوي ... لم يكن للنظام العِراقي علاقة مع مصعب كما لم يغض الطرف عنه.[8]»

تتهمُ الولايات المتحدة الزرقاوي وزملائه باغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي في الأردن في تشرين الأول/أكتوبر 2002.[9]

المشاركة في حرب العراق (2003-2004)

في أعقاب غزو العراق وما أعقب ذلك من تمرد؛ أصبحت الجماعة لا مركزية كما طوّرت من أساليب قتالها ضد العدوان فيما عقدت علاقات شراكة معَ تنظيمات أخرى وضمّت لصفوفها عددًا منَ المقاتلين الأجانب[10] والمُقاتِلين المحليين بما في ذلك أعضاء أنصار الإسلام.[11][12]

اعتمدت الجماعة على تكتيكات عديدة وشملت التفجيرات الانتحارية باستخدام السيارات المفخخة والخطف وزرع العبوات الناسفة والهجمات باستخدام صواريخ الآر بي جي وكذا الأسلحة الصغيرة وقذائف الهاون هذا فضلا عن ذبح الرهائن العراقيين والأجانب وتوزيع تسجيلات الفيديو على شبكة الإنترنت. استهدفت المجموعة قوات الأمن العراقية التي ترى أنها ساعدت الولايات المتحدة في احتلال أرض المسلمين.

الولاء لتنظيم القاعدة

بحلول 17 تشرين الأول/أكتوبر 2004؛ بايعَ الزرقاوي أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وغيّر اسمَ الجماعة إلى القاعدة في العراق.[13][14][15] قُتل الزرقاوي خلال غارة جويّة نفذتها الولايات المتحدة خلال أحد أيام حزيران/يونيو 2006.

الأنشطة

القِتال ضدّ الولايات المتحدة

في أيلول/سبتمبر 2004 شنّت الولايات المتحدة العديد من الغارات الجوية التي استهدفت الزرقاوي بوصفهِ أولوية قصوى لها.[16]

التأثير

الدبابات الأمريكية في الفلوجة خلالَ تشرين الثاني/نوفمبر 2004 والتي قاتلتها جماعة التوحيد والجهاد.

بايعت الجماعة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة من خلال رسالة في تشرين الأول/أكتوبر 2004 وغيرت اسمها إلى القاعدة في العراق.[17] في نفس الشهر؛ اختطفَ التنظيم مواطنًا يابانيًا يُدعى شوسي كودا ثمّ قتلته. في تشرين الثاني/نوفمبر؛ كانت جماعة الزرقاوي هدفًا رئيسيًا لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال معركة الفلوجة الثانية التي دارت رحاها في مدينة الفلوجة العِراقية.

ارتبطت الجماعة اللبنانية-الفلسطينية مجموعة فتح الإسلام والتي هُزمت من قبل قوات الحكومة اللبنانية خلال الصراع في شمال لبنان بتنظيم القاعدة في العراق بقيادة الزرقاوي فقاتلَ الثنائي جنبًا إلى جنب في باقي المعارك في الدولة العراقية.[18] شكلت الجماعة كذلك منظمة عُرفت باسمِ التوحيد والجهاد في سوريا،[19] وقد أثرت على بعض جماعات المقاومة الفلسطينية في غزة مثلَ ألوية التوحيد والجهاد.[20]

المراجع

  1. Aloul, Sahar (19 ديسمبر 2005)، "Zarqawi handed second death penalty in Jordan"، The Inquirer، Agence France-Presse، مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2007. {{استشهاد بخبر}}: غير مسموح بالترميز المائل أو الغامق في: |ناشر= (مساعدة)
  2. "Islamic State Senior Leadership: Who's Who" (PDF)، Brookings، 2014، مؤرشف من الأصل (PDF) في 10 أبريل 2016، اطلع عليه بتاريخ 11 مايو 2015.
  3. "SITE: Qaeda in Iraq names new 'war minister1"MiddleEastOnline, 14 May 2010. نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. Mary Anne Weaver: "The Short, Violent Life of Abu Musab al-Zarqawi". The Atlantic. 1 July 2006. retrieved 2 January 2015. نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. أبو مصعب الزرقاوي arabic.cnn نسخة محفوظة 31 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. مقتل أبو أنس الشامي ضربة قوية لجماعة الزرقاوي نسخة محفوظة 3 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
  7. Whitlock, Craig (8 يونيو 2006)، "Al-Zarqawi's Biography"، The Washington Post، مؤرشف من الأصل في 3 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 27 فبراير 2015.
  8. "Senate Select Committee on Intelligence on Postwar Findings About Iraq's WMD Programs and Links to Terrorism and How They Compare with Prewar Assessments. 109th Congress, 2nd Session." (PDF)، تقرير مجلس الشيوخ حول استخبارات أسلحة الدمار الشامل العراقية، تقرير مجلس الشيوخ حول استخبارات أسلحة الدمار الشامل العراقية، 08 سبتمبر 2006، مؤرشف من الأصل (PDF) في 15 فبراير 2015، اطلع عليه بتاريخ 08 فبراير 2015.
  9. ريتشارد باوتشر (15 أكتوبر 2004)، "Foreign Terrorist Organization: Designation of Jama'at al-Tawhid wa'al-Jihad and Aliases"، وزارة الخارجية (الولايات المتحدة)، مؤرشف من الأصل في 11 يوليو 2007، اطلع عليه بتاريخ 26 نوفمبر 2014.
  10. Peter Grier، Faye Bowers (14 مايو 2004)، "Iraq's bin Laden? Zarqawi's rise"، كريسشان ساينس مونيتور، كريسشان ساينس مونيتور، مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 يوليو 2007.
  11. "Guide: Armed groups in Iraq"، BBC، BBC، 15 أغسطس 2006، مؤرشف من الأصل في 15 سبتمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 يوليو 2007.
  12. Gambill, Gary (16 ديسمبر 2004)، "Abu Musab Al-Zarqawi: A Biographical Sketch"، Terrorism Monitor، 2 (24): The Jamestown Foundation، مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2007، اطلع عليه بتاريخ 30 يوليو 2014.
  13. أبو مصعب الزرقاوي, translated by Jeffrey Pool (18 أكتوبر 2004)، "Zarqawi's pledge of allegiance to al-Qaeda: From Mu'Asker Al-Battar, Issue 21"، Jamestown Foundation، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 16 سبتمبر 2014.
  14. "Al-Zarqawi group vows allegiance to bin Laden"، NBC News، NBC News، Associated Press، 18 أكتوبر 2004، مؤرشف من الأصل في 4 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 يوليو 2007.
  15. Gordon Corern (16 ديسمبر 2004)، "Unraveling Zarqawi's al-Qaeda connection"، Jamestown Foundation، مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 2016، اطلع عليه بتاريخ 16 سبتمبر 2014.
  16. Brian Ross (24 سبتمبر 2004)، "Tracking Abu Musab Al-Zarqawi"، ABC News، مؤرشف من الأصل في 5 أغسطس 2018، اطلع عليه بتاريخ 27 نوفمبر 2014.
  17. "Zarqawi pledges allegiance to Osama"، Dawn، وكالة فرانس برس، 18 أكتوبر 2004، مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2007، اطلع عليه بتاريخ 13 يوليو 2007.
  18. "Fatah Islam: Obscure group emerges as Lebanon's newest security threat"، International Herald Tribune، Associated Press، 20 مايو 2007، مؤرشف من الأصل في 25 مايو 2007.
  19. "Al-Qaida inspired militant group calls on Syrians to kill country's president"، International Herald Tribune، Associated Press، 28 مايو 2007، مؤرشف من الأصل في 01 يونيو 2007، اطلع عليه بتاريخ 06 أغسطس 2007.
  20. "Palestine: Reporter is dead, claims terror group"، ستريتس تايمز، 17 أبريل 2007، مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 2010، اطلع عليه بتاريخ 06 أغسطس 2014.
  • بوابة الإسلام
  • بوابة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)
  • بوابة الحرب
  • بوابة السياسة
  • بوابة إسلام سياسي
  • بوابة العراق
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.