تفشي الكوليرا في اليمن 2017

بدأت فاشية الكوليرا في اليمن في أكتوبر 2016، وتستمر حتى نوفمبر 2021.[4][5] وصلت الفاشية إلى ذروتها عام 2017 مع تسجيل أكثر من 2000 حالة وفاة في ذلك العام وحده.[6][7] أُبلغ حتى تاريخ نوفمبر 2021 عن أكثر من 2.5 مليون حالة، وأكثر من 4000 وفاة، أمر اعتبرته الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم وقتها.[8][9] على أي حال، قلّ تفشي المرض بنسبة كبيرة بحلول عام 2021، مع تنفيذ برنامج تطعيم ناجح وتسجيل 5676 حالة مشتبهة فقط وحالتي وفاة بين 1 يناير و6 مارس 2021.[10]

تفشي الكوليرا في اليمن 2017
خريطة العالم توضح موقع دولة اليمن باللون الأحمر.

البلد اليمن 
التاريخ أكتوبر 2016 – حالياً
(5 سنوات و333 أيام)
تاريخ البدء أكتوبر 2016[1] 
الوفيات 2000 (25 يوليو 2017) [2]
الإصابات +مليون (21 ديسمبر 2017)[3]

مر 16 شهرًا قبل بدء برنامج اللقاحات الفموية، ما زاد العرضة للإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه قبل النزاع. تفاقمت الفاشية نتيجة الحرب الأهلية المستمرة والتدخل بقيادة السعودية في اليمن ضد جماعة الحوثي منذ مارس 2015.[11] دمرت الغارات الجوية البنية التحتية للمستشفيات، وتأثرت إمدادات المياه والصرف الصحي في اليمن جراء الصراع المستمر. توقفت الحكومة اليمنية عن تمويل خدمات الصحة العامة في 2016؛[12] لم يحصل عمال الصرف الصحي على رواتبهم من الحكومة، ما أدى إلى تراكم القمامة، إضافة إلى فرار عمال الرعاية الصحية من البلاد أو حرمانهم من رواتبهم.[13]

صرح المديرون التنفيذيون لليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية بأن «تفشي الكوليرا المميت نتيجة مباشرة لعامين من الصراع العنيف. زاد انتشار المرض بسبب انهيار أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي؛ انهيار منع حصول 14.5 مليون شخص على المياه النظيفة والصرف الصحي بصورة منتظمة. أدى ارتفاع معدلات سوء التغذية إلى إضعاف صحة الأطفال وجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. يقدر أن 30,000 عاملًا من العاملين الصحيين المحليين المتفانين الذين يلعبون الدور الأكبر في إنهاء هذه الفاشية لم يتلقوا رواتبهم منذ عشرة أشهر تقريبًا».[14]

الخلفية

بلغ عدد سكان اليمن 25 مليونًا عام 2017، مع تقسيمه جغرافيًا إلى 22 محافظة.

بدأ صراع الحرب الأهلية اليمنية المستمر عام 2015 بين فصيلين: الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بقيادة عبد ربه منصور هادي، وجماعة الحوثي المسلحة، إلى جانب أنصارها وحلفائها. يدعي كلاهما تمثيله الحكومة اليمنية الرسمية. اشتبكت قوات الحوثي المسيطرة على العاصمة صنعاء والمتحالفة مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح مع القوات الموالية لحكومة عبد ربه منصور هادي المتمركزة في عدن. بدأ تدخل في اليمن عام 2015، قادته السعودية في تحالف مع تسع دول من الشرق الأوسط وأفريقيا، استجابة لنداءات من الرئيس عبد ربه منصور هادي للحصول على دعم عسكري.[15][16]

إن الكوليرا عدوى تصيب الأمعاء الدقيقة بسلالات بكتيريا ضمة الكوليرا،[17][18] وتنتشر غالبًا من طريق المياه غير الآمنة والطعام الملوث ببراز الإنسان الحاوي على البكتيريا. قد تكون الإصابة لا عرضية أو تتسم بأعراض خفيفة إلى شديدة. يتمثل العرض التقليدي بكميات كبيرة من الإسهال المائي يستمر لبضعة أيام. قد يكون الإسهال شديدًا ويؤدي في غضون ساعات إلى الجفاف الشديد واضطراب الكهارل. تشكل المعالجة بالإمهاء الفموي العلاج الأساسي –إعطاء محاليل مالحة وقليلة الحلاوة بدلًا من السوائل العادية. قد نحتاج في الحالات الشديدة إلى إعطاء السوائل وريديًا، وقد تكون المضادات الحيوية مفيدة.[19]

تشمل طرق الوقاية من الكوليرا تحسين الصرف الصحي والحصول على المياه النظيفة.[20] توفر لقاحات الكوليرا الفموية حماية معقولة مدة ستة أشهر تقريبًا. يتوفر لقاحان فمويان: دوكورال وشانشول. تبلغ التكلفة الإجمالية للتطعيم الفموي ضد الكوليرا أقل من 10 دولارات أمريكية للفرد، متضمنةً تكاليف التوصيل.[19]

التفشي

تصور يوضح تطور فاشية الكوليرا في اليمن، منذ مايو 2017 حتى فبراير 2018.

بدأ تفشي الكوليرا في اليمن في أوائل أكتوبر 2016، «في أعقاب الصراع الأهلي بين المتمردين الحوثيين والنظام اليمني المعترف به دوليًا»، وبحلول يناير 2017، نوه مكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الإقليمي بغرابة الفاشية من ناحية الانتشار الجغرافي السريع والواسع. يُذكر أن النمط المصلي من ضمة الكوليرا أو1 المسؤول عن الفاشية يحمل اسم أوغاوا Ougawa.[21]

ظهرت الحالات الأولى غالبًا في العاصمة صنعاء، وبعضها حدث في عدن. شهدت نهاية أكتوبر، تسجيل حالات في محافظات البيضاء وعدن والحديدة وحجة وإب ولحج وتعز، والضالع وعمران أيضًا بحلول أواخر نوفمبر. أبلغت 135 مديرية من 15 محافظة عن حالات مشتبه فيها بحلول منتصف ديسمبر، لكن ثلثيها تقريبًا كان محصورًا في عدن والبيضاء والحديدة وتعز. تمركزت 80% من الحالات في 28 مديرية في الضالع والحديدة وحجة ولحج وتعز في منتصف يناير 2017. أبلغت 268 منطقة في 20 محافظة عن وجود إصابات بحلول 21 يونيو 2017؛ سجلت كلها في غرب البلاد، مع وجود أكثر من نصفها من محافظات أمانة العاصمة (العاصمة صنعاء) والحديدة وعمران وحجة. حدثت 77.7% من حالات الكوليرا (339,061 من 436,625) و80.7% من وفياتها (1,545 من 1915) في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، مقارنة بوجود 15.4% من الحالات و10.4% من الوفيات في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة.[22][23]

باستخدام التسلسل الجيني، خلص باحثون في معهد ويلكوم سانغر ومعهد باستير إلى أن سلالة الكوليرا قد نشأت في شرق إفريقيا ونقلها المهاجرون إلى اليمن.[24]

المراضة والوفيات

أعلنت السلطات اليمنية تفشي الكوليرا في 7 أكتوبر 2016. وصل عدد الوفيات 96 بحلول نهاية ذلك العام.

بعد تفشي المرض في أكتوبر 2016، انخفض معدل الانتشار في معظم المناطق بنهاية فبراير 2017، انخفاض استمر في منتصف مارس 2017، بعد موجة من الطقس البارد. أُبلغ بحلول 26 أبريل 2017 عن عدد حالات إجمالي قدره 25,827 حالة مشتبه بها، بما في ذلك 129 حالة وفاة. عاد عدد الحالات إلى الارتفاع مع موجة ثانية بدأت في 27 أبريل 2017. إن عودة الظهور الدراماتيكية في أبريل 2017 كانت «متزامنة مع هطول أمطار غزيرة لوثت ربما مصادر مياه الشرب، وتفاقمت بسبب تدمير شبكات المياه والصرف الصحي البلدية بسبب الحرب»، وفقًا لقادري وإسلام وكليمنس، في دورية نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين.[25]

أشارت التقارير إلى 74311 حالة مشتبه بها مايو 2017، متضمنة 605 حالة وفاة. قدرت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية حدوث 5000 حالة جديدة يوميًا بحلول شهر يونيو، فضلًا عن تجاوز العدد الإجمالي للحالات في البلاد منذ بدء تفشي المرض عتبة 200,000 حالة، مع 1300 وفاة. ذكرت المنظمتان أن هذه الفاشية «أسوأ فاشية كوليرا في العالم».[26]

وصل عدد الحالات إلى 269,608 حالة بحلول 4 يوليو 2017، مع 1,614 وفاة ومعدل إماتة قدره 0.6%. حدّثت منظمة الصحة العالمية عدد حالات الكوليرا المشتبه بها في 14 أغسطس 2017، ليصل إلى 500,000 حالة.[27] قالت منظمة أوكسفام في عام 2017 إن الفاشية ستصبح أكبر وباء منذ بدء حفظ السجلات، متجاوزًا عدد حالات الكوليرا المسجلة بعد زلزال هاييتي عام 2010 والذي بلغ 754,373. في غضون ستة أشهر، تفوق عدد مرضى الكوليرا في اليمن على عدد مرضى الإجمالي في هاييتي بعد سبع سنوات من الزلزال، إضافة إلى تفاقم الوضع في اليمن بسبب الجوع وسوء التغذية.[28]

في 22 ديسمبر 2017، أفادت منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الكوليرا المشتبه بها في اليمن قد تجاوز المليون حالة.[12]

بحلول أكتوبر 2018، سجلت التقارير أكثر من 1.2 مليون حالة، و2500 وفاة -58% من الأطفال- في فاشية الكوليرا في اليمن؛ وهو أسوأ وباء في التاريخ المسجل، وأسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقًا للأمم المتحدة. بلغ العدد الإجمالي التراكمي للحالات المشتبهة 1,371,819 مع 1566 حالة وفاة مرتبطة بين 1 يناير 2018 و31 مايو 2020. انخفض معدل إماتة الحالات من 1% عند بداية الفاشية إلى 0.11% في عام 2020.[29]

مراجع

  1. الناشر: منظمة الصحة العالمية — تاريخ النشر: 7 أكتوبر 2016 — The Ministry of Public Health and Population announces cholera cases in Yemen
  2. المتحدة, مركز الأنباء التابع للأمم (5 تموز/يوليو 2017)، "الأمم المتحدة: الكوليرا الآن في جميع محافظات اليمن"، مركز الأنباء التابع للأمم المتحدة، مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 07 يوليو 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  3. "عدد المصابين بوباء الكوليرا في اليمن "بلغ مليون شخص""، 21 ديسمبر 2017، مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2017.
  4. "Yemen: Health Cluster Bulletin, December 2020 - Yemen"، ReliefWeb (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2021.
  5. "WHO EMRO | Outbreak update – Cholera in Yemen, 16 August 2020 | Cholera | Epidemic and pandemic diseases"، www.emro.who.int، مؤرشف من الأصل في 9 نوفمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 02 نوفمبر 2020.
  6. "WHO EMRO Outbreak update - cholera in Yemen, 19 December 2017 Cholera Epidemic and pandemic diseases"، www.emro.who.int، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2020.
  7. "Cholera in Yemen - An Old Foe Rearing Its Ugly Head"، The New England Journal of Medicine، 377 (21): 2005–2007، نوفمبر 2017، doi:10.1056/NEJMp1712099، PMID 29091747.
  8. "The cholera outbreak in Yemen: lessons learned and way forward"، BMC Public Health (Review)، 18 (1): 1338، ديسمبر 2018، doi:10.1186/s12889-018-6227-6، PMC 6278080، PMID 30514336.
  9. "Humanitarian crisis in Yemen remains the worst in the world, warns UN"، UN News، United Nations، 14 فبراير 2019، مؤرشف من الأصل في 27 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 29 أبريل 2020.
  10. "UNICEF Yemen Humanitarian Situation Report - reporting period 1 – 28 February 2021 [EN/AR] - Yemen"، ReliefWeb، مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2021.
  11. "Thousands in Yemen get sick in an entirely preventable cholera outbreak"، Public Radio International، 15 مايو 2017، مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 19 سبتمبر 2018.
  12. "Yemen's cholera outbreak now the worst in history as millionth case looms"، The Guardian (باللغة الإنجليزية)، 12 أكتوبر 2017، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2018، اطلع عليه بتاريخ 23 فبراير 2018.
  13. "Access to water continues to be jeopardized for millions of children in war-torn Yemen"، UNICEF، 24 يوليو 2018، مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 19 سبتمبر 2018.
  14. "Statement from UNICEF Executive Director Anthony Lake and WHO Director-General Margaret Chan on the cholera outbreak in Yemen as suspected cases exceed 200,000" (Press release)، UNICEF، 24 يونيو 2017، مؤرشف من الأصل في 02 يوليو 2017، اطلع عليه بتاريخ 26 يونيو 2017.
  15. "Yemeni's Abed Rabbo Mansour Hadi arrives in Saudi capital"، سي بي سي نيوز، 26 مارس 2015، مؤرشف من الأصل في 21 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 26 مارس 2015.
  16. "Yemeni leader Hadi leaves country as Saudi Arabia keeps up air strikes"، رويترز، 26 مارس 2015، مؤرشف من الأصل في 30 نوفمبر 2021.
  17. "Cholera – Vibrio cholerae infection Information for Public Health & Medical Professionals"، مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، 06 يناير 2015، مؤرشف من الأصل في 20 مارس 2015، اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2015.
  18. "Medical microbiology"، مؤرشف من الأصل في 01 سبتمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 14 أغسطس 2016.
  19. "Cholera vaccines: WHO position paper" (PDF)، Relevé Épidémiologique Hebdomadaire، 85 (13): 117–28، مارس 2010، PMID 20349546، مؤرشف من الأصل (PDF) في 13 أبريل 2015.
  20. "Cholera"، Lancet، 379 (9835): 2466–2476، يونيو 2012، doi:10.1016/s0140-6736(12)60436-x، PMC 3761070، PMID 22748592.
  21. "Yemen: Cholera outbreak response: Situation report No. 3" (PDF)، WHO EMRO، 12 يونيو 2017، مؤرشف من الأصل (PDF) في 14 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 26 يونيو 2017.
  22. "The political determinants of the cholera outbreak in Yemen"، The Lancet. Global Health، 5 (10): e970–e971، أكتوبر 2017، doi:10.1016/S2214-109X(17)30332-7، PMID 28826973.
  23. "Update on the cholera situation in Yemen, 30 October 2016"، WHO EMRO، 30 أكتوبر 2016، مؤرشف من الأصل في 09 يوليو 2017، اطلع عليه بتاريخ 27 يونيو 2017.
  24. "Yemen cholera epidemic strain 'came from eastern Africa'"، 03 يناير 2019، مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2021.
  25. "Yemen faces world's worst cholera outbreak – UN"، BBC News، 25 يونيو 2017، مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 2017، اطلع عليه بتاريخ 26 يونيو 2017.
  26. "UN: 1,310 dead in Yemen cholera epidemic"، Al Jazeera، مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 2017، اطلع عليه بتاريخ 26 يونيو 2017.
  27. "More Than 500,000 Infected With Cholera in Yemen"، NY Times، 14 أغسطس 2017، مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 14 أغسطس 2017.
  28. "Yemen's man-made cholera crisis is set to become the worst outbreak on record"، The Independent، 29 سبتمبر 2017، مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 21 أبريل 2019.
  29. "WHO EMRO | Outbreak update – Cholera in Yemen, 31 May 2020 | Cholera | Epidemic and pandemic diseases"، www.emro.who.int، مؤرشف من الأصل في 5 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 02 نوفمبر 2020.
  • بوابة طب
  • بوابة اليمن
  • بوابة عقد 2010
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.