ابن الأبار القضاعي

أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي البلنسي المعروف بابن الأبَّار (بالإسبانية: Ibn al-Abbar)‏ (595 هـ - 658 هـ / 1199 - 1260ممؤرخ وشاعر أندلسي.

موقع بلنسية بالنسبة للدولة الحفصية
ابن الأبار القضاعي
معلومات شخصية
الميلاد 595 هـ - 1199
بلنسية - الأندلس
الوفاة 658 هـ - 1260
تونس
سبب الوفاة إعدام علني 
الجنسية  الدولة الموحدية
الديانة الإسلام
الحياة العملية
تعلم لدى ابن عسكر المالقي 
المهنة دبلوماسي،  ومؤرخ،  وشاعر،  وكاتب سير 
اللغات الإسبانية،  والعربية 
بوابة الأدب

اسمه ونسبه

هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن القضاعي البلنسي المعروف بابن الأبّار ، ينسب إلى قضاعة بن مالك وهي قبيلة من حمير، [1] وقيل ترجع في نسبها إلى معد بن عدنان [2][3]، لقب بإبن الأبَّار لأن والده إشتغل بصناعة وبيع الإبر.

مولده ونشأته

وُلد في بلنسية بالأندلس، سنة (٥٩٥ هـ)، وسط أسرة ذات علم وجاه ونفوذ [4][5] في قرية أوندا، وأشرف والده - الذي كان من شعراء وفقهاء بلنسية البارزين - على تربيته ورعايته وتنشئته نشأة دينية، وتعليمه العلوم الشرعية، والقراءات، والخطابة، والأدب، وفنون الخط والإنشاء، حتى بلغ الغاية، وفاق في ذلك كثيراً من أقرانه، حتى أصبح مضرب الأمثال في أدبه وفصاحته، وقد وصفه ابن خلدون بأنه: " علامة في الحديث، ولسان العرب، وبليغاً في الترسل والشعر".[6]

رحلاته وشيوخه

كان لابن الأبَّار في شبابه رحلات عدة إلى شرق الأندلس في طلب العلم، فزار قرطبة وإشبيلية وبطليوس، درس خلالها على عدد من الشيوخ وأخذ عنهم ما بين قراءة وسماع وإجازة، ذكر أسماء عدد منهم في كتابه التكملة، كما ذكرت غيرهم كتب التراجم الأخرى ومنهم:

  • والده عبد الله بن ابي بكر القضاعي الذي كان " مقدماً في حملة القرآن، كثير التلاوة له، آخذ فيما يستحسن من الأدب.[7]
  • محمد بن أيوب البلنسي [8]
  • القاضي احمد بن محمد بن عمر بن واجب [9]
  • القاضي: داود بن سليمان الأنصاري [10]
  • الحسين بن يوسف الأندلسي [11]
  • القاضي أبو الربيع سليمان بن موسى ابن سالم الكلاعى [12]
  • نذير بن وهب بن لب [13]
  • محمد بن إبراهيم بن مسلم البكري [14]
  • أبو بكر الفهري الإشبيلي [15]

وقد رثا ابن الأبَّار عدداً منهم بقصيدة طويلة تجاوزت المائة بيت، وذلك بعد نكبة أنيشة التي استشهد فيها كثير من العلماء على رأسهم شيخه القاضي أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعى.[16]، جاء فيها:

ألِمَّا بأَشْلاء العُلى والمَكَارِمِتُقَدُّ بأَطْرَافِ القَنَا والصَّوَارِمِ
وعُوجا عَلَيها مأْرَباً وَحفَاوَةًمَصَارِعَ غَصَّتْ بالطُّلى والجَماجِمِ
نُحَيِّي وُجُوهاً في الجِنَانِ وَجيهَةًبمَا لَقِيَتْ حُمْراً وُجُوهَ المَلاحِمِ
وَأجْسَادَ إيمانٍ كَساها نَجيعُهَامَجاسِدَ منْ نَسْجِ الظُّبَى واللهاذِمِ
مُكَرَّمَةٌ حَتَّى عَنِ الدّفْنِ في الثَّرَىوَما يُكْرِمُ الرَّحْمَنُ غَيْرَ الأَكَارِمِ
هُمُ القَوْمُ رَاحُوا للشَّهادَةِ فاغْتَدَواوَما لَهُم في فَوْزِهِم مِنْ مُقَاوِمِ
تَسَاقَوْا كُؤُوسَ الْمَوْتِ في حَوْمَةِ الوَغَىفَمَالَتْ بِهمْ مَيْلَ الغُصونِ النَّواعِمِ
مَضَوْا في سَبيلِ اللَّهِ قُدْماً كَأنَّمايَطِيرُونَ في إقْدَامِهِمْ بقَوادِمِ
يَرَوْنَ جِوَارَ اللَّهِ أكْرَمَ مَغْنَمٍكَذَاكَ جِوارُ اللَّهِ أسْنَى المَغانِمِ
عَفا حُسْنُها إلا بَقايَا مَبَاسِمٍيَعِزُّ عَليْنا وَطْؤُها بالمَنَاسِمِ
مَواقِفُ أبْرارٍ قَضَوْا مِنْ جِهَادِهِمْحُقُوقاً عَلَيْهِمْ كَالفُرُوضِ اللوازِمِ
أصيبُوا وكانُوا في العِبَادَةِ أُسْوَةًشَبَاباً وشيباً بالغَوَاشِي الغَوَاشِمِ
سَقَى اللَّهُ أَشْلاءً بِسَفْحِ أَنِيشَةٍسَوَافِحَ تُزْجِيها ثِقَالُ الغَمائِمِ
وصَلَّى عَلَيها أنْفُساً طَابَ ذِكْرُهافَطَيَّبَ أنْفَاسَ الرِّيَاحِ النَّواسِمِ

وظائفه

عاد ابن الأبَّار من رحلاته وطلبه للعلم إلى موطنه بلنسية في عام (٦١٩ هـ)، وما لبث أن دخل في خدمة والي بلنسية الموحدي محمد بن يوسف بن عبد المؤمن، ثم انتقل بعد وفاته في عام (٦٢٠ هـ) إلى خدمة ابنه عبد الرحمن بن محمد بن يوسف، حتى غدا موضع ثقته وتقديره، ثم انتقل بعده إلى خدمة وزيره زيان بن مردنيش، فبلغ عنده منزلة عالية رفيعة، وبعد موقعة أنيشة الحاسمة سنة (٦٣٤ هـ) أوفده الوزير ابن مردنيش إلى سلطان تونس أبي زكريا الحفصي يطلب نجدته في استنقاذ بلنسية من أيدي الفرنجة، وألقى بين يديه قصيدته المشهوة التي تعد من عيون الشعر الأندلسي والتي مطلها:

أَدْرِكْ بِخَيْلِكَ خَيْلِ اللَّهِ أندلُسَاًإنَّ السَّبِيلَ إلَى مَنْجاتِها دَرَسَا

إلا أن ابن الأبَّار وبعد أن أيس من العودة إلى بلنسية التي سقطت في أيدي الفرنجة عام (٦٣٥ هـ) آثر البقاء في تونس والدخول في خدمة سلطانها أبي زكريا الحفصي، ولما مات أبو زكريا خلفه ابنه المستنصر فرفع مكانته، وكانت نهايته على يد هذا الحاكم فيما بعد.[17][17]

أراء العلماء فيه

أشادت بابن الابار المصادر التاريخية، وأبرزت ثناء العلماء والمؤرخين الذين ترجموا له وتناولوا سيرة حياة، ووصفوه بأوصاف حميدة منها:

قال عنه الذهبي: "الامام العلامة البليغ الحافظ المجود المقرئ مجد العلماء" [18]

وقال عنه ابن شاكر الكتبي: "عني بالحديث وجال في الأندلس وكتب العالي والنازل، وكان بصيراً بالرجال عالماً بالتاريخ إماماً في العربية، فقيهاً مفنناً أخبارياً فصيحاً، له يد في البلاغة والإنشاء، كامل الرياسة، ذا رياسة وافية وأبهة وتجمل وافر" [19]

وقال عنه ابن خلدون: "من مشيخة أهل بلنسية، وكان علامة في الحديث ولسان العرب، وبليغاً في الترسيل والشعر" [20]

ووصفه ابن العماد الحنبلي بأنه كان: "بارعاً في البلاغة والنظم والنثر، ذا جلالة ورئاسة" [21]

وقال عنه ابن المقري: "الامام الحافظ الكاتب الناظم"

وقال عنه ابن عبد الملك المراكشي: "كان آخر رجال الأندلس براعة واتقانا وتوسعا في المعارف وافتنانا، محدّثا مكثرا ضابطا، عدلاً ثقة، ناقداً يقظاً، ذاكراً للتواريخ على تباين أغراضها، مستبحراً في علوم اللسان نحواً ولغة وأدباً بليغاً، شاعراً معلقاً مجيداً" [22]

مؤلفاته

كان ابن الابار من المؤرخين المكثرين في التأليف، حيث تنوعت مؤلفاته ما بين الفقه، والأدب، والشعر، والتاريخ، والتراجم، وبلغت مؤلفاته قرابة (٤٥) مؤلفاً، وقد أحرق الكثير منها -للأسف- بعد مقتله، ومنها:

  • «الحلة السيراء» (مطبوع)
  • «التكملة لكتاب الصلة» لابن بشكوال (مطبوع)
  • «المعجم في أصحاب القاضي الامام أبي علي الصدفي » (مطبوع)
  • «تحفة القادم في التاريخ» (مطبوع)
  • «المعجم في أصحاب أبي بكر العربي» (مطبوع)
  • «درر السِّمط في مناقب السِّبط » (يعني الحسين بن علي) رضي الله عنهما. (مطبوع)
  • «إعتاب الكتاب» (مطبوع)
  • «إيماض البرق في أدباء الشرق»
  • «أنيس الجليس ونديم الرئيس»
  • «هداية المعترف في المؤتلف والمختلف»
  • «معجم اللجين في مراثي الحسين»
  • «المورد المسلسل في حديث الرحمة المسلسل»
  • «وفادة الوفادة»
  • «الأربعون»
  • «قطع الرياض في متحيز الاشعار»
  • «معجم مشيختي»
  • «ديوان شعر» (مطبوع)

[23]

مقتله

أجمعت المصادر أن ابن الأبَّار توفي مقتولا في تونس سنة (٦٥٨ هـ)، بسبب ما كان يحيكه خصومه له من الدسائس لدى السلطان، بالإضافة إلى تصرفاته الشخصية المتعالية أحياناً، حتى استطاع خصومه أخيراً الإيقاع به، حيث رفعت إلى السلطان بعض أقوال وأبيات نسبت إليه، فيها تعريض وانتقاص من مكانة السلطان وحط من شأنه وقدره، حتى أوغروا عليه صدره، فأمر بقتله طعناً بالرماح في أبشع قتلة، وأمر بإحراق الكثير من كتبه القيمة في موضع مقتله، في حادثة مؤسفة يندى لها جبين كل مثقف غيور على تراث أمته وعلومها.

روابط خارجية

مراجع

  1. القلقشندي: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص ٣٥٨ .
  2. ابن الاثير ، اللباب في تهذيب الأنساب ، ج ٣ ، ص ٤٣ .
  3. ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ، ص ٤٤٠ .
  4. الذهبي: تاريخ الإسلام، ج ١٤ ، ص ١٧٧ .
  5. المتبي: فوات الوفيات، ج ٣ ، ص ٤٠٤ .
  6. ابن خلدون: العبر، ٦ ، ٣٦٨ .
  7. ابن الأبار: التكملة، ج ٢ ، ص ٨٨٨ .
  8. الصفدي: الوافي بالوفيات، ج ٣ ، ص ٢٣٩ .
  9. ابن العماد: شذرات الذهب ، ج ٧ ، ص ١٠٥ .
  10. ابن الأبار: التكملة، ج ٢ ، ص ٥٨٨ .
  11. المنذري: التكملة لوفيات النقلة، ج ٢ ، ص ٢٠٧ .
  12. الذهبي : سير اعلام النبلاء، ج ١٤ ، ١٨٤ .
  13. ابن الابار: التكملة، ج ٢ ، ص ٧٥٩ .
  14. ابن الابار : التكملة، ج ٢ ، ص ٦٣٥ .
  15. ابن العماد: شذرات الذهب، ج ٧ ، ص ١٦٩ .
  16. النباهي: المرقبة العليا، ص ١٢٠ ، المقري ، نفح الطيب ، ج ٤ ، ص ٤٧٣ .
  17. الأعلام للزركلي، جزء 1 ص 233
  18. الذهبي: سير أعلام النبلاء، ج ٢٣ ، ص ٣٣٦ .
  19. الكتبي: كتاب فوات الوفيات، ج ٣ ، ص ٤٠٤ .
  20. ابن خلدون : العبر ،ج ٦ ، ص ٣٦٨ .
  21. ابن العماد، شذرات الذهب ، ج ٧ ، ص ٥١٠ .
  22. المراكشي:الذيل والتكملة، ج ٤ ، ص ٢٨١ .
  23. حاجي خليفة: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ويليه إيضاح المكنون ويليه هدية العارفين، ج ٧ ، ص ١١٤ .
  • بوابة المغرب
  • بوابة إسبانيا
  • بوابة شعر
  • بوابة أعلام
  • بوابة الأندلس
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.