ابن الوردي
زين الدين أبو حفص عمر بن المظفَّر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس المعرّي الكِندي، المعروف بابن الوَرْدي (691-749هـ / 1292-1349م) أديب وشاعر مشهور، ومؤرخ، وفقيه شافعي. ولد في معرة النعمان في بلاد الشام، وولي القضاء بمنبج، وتوفي بحلب.[1]
ابن الوردي | |
---|---|
عمر بن المظفَّر المعرّي | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 691هـ/1292م معرة النعمان، بلاد الشام، السلطنة المملوكية |
الوفاة | 749هـ/1349م حلب، بلاد الشام، السلطنة المملوكية |
سبب الوفاة | الطاعون |
المذهب الفقهي | شافعية |
الحياة العملية | |
العصر | الدولة المملوكية |
المهنة | جغرافي، وشاعر، وأديب، ومؤرخ، وكاتب، وفقيه، وعالم نبات، وعالم حيوانات |
اللغة الأم | العربية |
اللغات | العربية |
مجال العمل | الشعر، الأدب، التاريخ، الفقه |
أعمال بارزة | البهجة الوردية، لامية ابن الوردي |
مؤلف:ابن الوردي - ويكي مصدر | |
نَشأ ابن الوردي بحلب، وتفقه بهَا، ففاق الأقران، وَأخذ عَن القَاضِي شرف الدّين الْبَارِزِيّ بحماة، وَعَن الْفَخر خطيب جبرين بحلب. وَكَانَ يَنُوب فِي الحكم فِي كثير من معاملات حلب، وَولي قَضَاء منبج فتسخطها، وعاتب ابْن الزملكاني بقصيدة مَشْهُورَة على ذَلِك، ورام الْعود إلى نِيَابَة الحكم بحلب فَتعذر، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام آخر سنة 749هـ، بعد أَن عمل فِيهِ مقامة سَمَّاهَا «النبا فِي الوباء» ملكت ديوَان شعره فِي مُجَلد لطيف. ويُروى أنه قال:[2]
إِنِّي تركتُ عقودَهم وقروضَهم | وفسوخَهم وَالْحُكْمَ بَينَ اثْنَيْنِ | |
ولزمتُ بَيْتِيَ قانعاً ومُطالعاً | كتبَ الْعُلُومِ وَذَاكَ زينُ الزَّينِ |
مؤلفاته
من كتبه:
- ديوان شعر؛ فيه بعض نظمه ونثره.
- تتمة المختصر؛ تاريخ، مجلدان، يعرف بتاريخ ابن الوردي، جعله ذيلاً لتاريخ أبي الفداء وخلاصة له.
- تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة؛ نثر فيه ألفية ابن مالك في النحو.
- الشهاب الثاقب؛ تصوف.
- اللباب في الإعراب؛ نحو.
- شرح ألفية ابن مالك؛ نحو. وَاخْتصرَ ألفية ابْن مَالك فِي مائَة وَخمسين بَيْتاً.
- ضوء الدرة شرح ألفية ابن معطي؛ نحو.
- ألفية في تعبير الأحلام.
- تذكرة الغريب؛ منظومة في النحو.
- مقامات؛ في الأدب.
- منطق الطير؛ منظومة في التصوف.
- البهجة الوردية أو بهجة الحاوي؛ نظم بها الحاوي الصغير في فقه الشافعية. يقول ابن حجر العسقلاني في «الدرر الكامنة»: «ونظم الْبَهْجَة الوردية فِي خَمْسَة آلَاف بَيت وَثَلَاث وَسِتِّينَ بَيْتاً، أَتَى على الْحَاوِي الصَّغِير بغالب أَلْفَاظه، وَأُقسم بِاللَّه.. لم ينظمْ أحدٌ بعدَه الْفِقْهَ إِلَّا وَقَصَّرَ دونَه».[2]
- وتنسب إليه «اللامية» التي أولها: «اعتزل ذكر الأغاني والغزل» ولم تكن في ديوانه، فأضيفت إلى المطبوع منه. وكانت بينه وبين صلاح الدين الصفدي مناقضات شعرية لطيفة وردت في مخطوطة ألحان السواجع.[1]
- الرسائل المهذبة فِي الْمسَائِل الملقبة.
- الْكَلَام على مائَة غُلَام؛ مائَة مَقْطُوع لَطِيفَة.
- الدراري السارية فِي مائَة جَارِيَة؛ مائَة مَقْطُوع كَذَلِك.
- ضمن كثيراً من الملحة للحريري فِي أرجوزة غزل.[2]
خريطة الأرض
يُنسب لابن الوردي كتاب «خريدة العجائب» الذي فيه خريطة الأرض، إلا أن نسبته غير صحيحة؛ فقد ورد في دائرة المعارف الإسلامية شخصٌ آخر ذكره محمد بن شنب وترجمه بما خلاصته: «سراج الدين أبو حفص عمر ابن الوردي، فقيه شافعي توفي في ذي القعدة 861هـ [وليس 749هـ]، وهو مؤلف كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب»، وورد في تاريخ ابن إياس باسم «سراج الدين عمر الوردي»، وفيه إنه توفي سنة 861هـ، ولا يذكر «خريدة العجائب». كما ورد في الضوء اللامع للسخاوي باسم «الوروري» واسمه عمر بن عيسى، ووفاته بالقاهرة في ذي الحجة 861هـ، ويغلب على الظن أن ابن إياس أخذ عنه، وقد حرف النساخ لقبه من الوروري إلى الوردي.
يقول خير الدين الزركلي في «الأعلام»: «وبهذا يظل الإشكال في نسبة «خريدة العجائب» إلى ابن الوردي المترجَم هنا، كما كان، وهو وإن كان في المستشرقين مَن أُعجب به ونَقَلَ فقراتٍ منه، أمثال دي جيني وهيلاندر وتورنبرج ومهرن كما يذكر ابن شنب، وما تزال مكتبة باريس محتفظة بخريطة الأرض التي فيه كما تقول مجلة المقتطف، فإنه من المستبعد جداً أن يكون من تأليف مترجمنا ابن الوردي المتوفى سنة 749هـ، ورأيت بعد ذلك مخطوطة من «خريدة العجائب» يمانية حديثة، في الفاتيكان، كتبها يوسف بن المطهر الجرموزي سنة 1124هـ، وعليها اسم المؤلف: «عمر ابن منصور بن محمد بن عمر بن الوردي السبكي»».[1]
لامية ابن الوردي
اعتزل ذكر الأغاني والغزل | وقل الفصل وجانب من هزل | |
ودع الذكر لأيام الصبا | فلأيام الصبا نجم أفل | |
واترك الغادة لا تحفل بها | تمس في عز رفيع وتجل | |
وافتكر في منتهى حسن الذي | أنت تهواه تجد أمراً جلل | |
واهجر الخمرة إن كنت فتى | كيف يسعى في جنون من عقل | |
واتق الله فتقوى الله ما | جاورت قلب امرئ إلا وصل | |
ليس من يقطع طرفاً بطلاً | إنما من يتقي الله البطل | |
كتب الموت على الخلق فكم | فل من جيش وأفنى من دول | |
أين نمرود وكنعان ومن | ملك الأرض وولى وعزل | |
أين من سادوا وشادوا وبنوا | هلك الكل ولم تغن القلل | |
أين أرباب الحجى أهل النهى | أين أهل العلم والقوم الأول | |
سيعيد الله كلاً منهم | وسيجزي فاعلاً ما قد فعل | |
يا بني اسمع وصايا جمعت | حكماً خصت بها خير الملل | |
اطلب العلم ولا تكسل فما | أبعد الخير على أهل الكسل | |
واحتفل للفقه في الدين ولا | تشتغل عنه بمال وخول | |
واهجر النوم وحصله فمن | يعرف المطلوب يحقر ما بذل | |
لا تقل قد ذهبت أربابه | كل من سار على الدرب وصل | |
في ازدياد العلم إرغام العدى | وجمال العلم إصلاح العمل | |
جمل المنطق بالنحو فمن | يحرم الإعراب بالنطق اختبل | |
انظم الشعر ولازم مذهبي | في اطراح الرفد لا تبغ النحل | |
فهو عنوان على الفضل وما | أحسن الشعر إذا لم يبتذل | |
أنا لا أختار تقبيل يد | قطعها أجمل من تلك القبل | |
ملك كسرى عنه يغني كسرة | وعن البحر اجتزاء بالوشل | |
اطرح الدنيا فمن عاداتها | تخفض العالي ونعلي من سفل | |
عيشة الراغب في تحصيلها | عيشة الجاهل فيها أو أقل | |
كم جهول بات فيها مكثراً | وعليم بات منها في علل | |
كم شجاع لم ينل فيها المنى | وجبان نال غايات الأمل | |
فاترك الحيلة فيها واتكل | إنما الحيلة في ترك الحيل | |
لا تقل أصلي وفصلي أبداً | إنما أصل الفتى ما قد حصل | |
قد يسود المرء من دون أب | وبحسن السبك قد ينقى الدغل | |
إنما الورد من الشوك وما | ينبت النرجس إلا من نصل | |
قيمة الإنسان ما يحسنه | أكثر الإنسان منه أم أقل | |
بين تبذير وبخل رتبة | وكلا هذين إن زاد قتل | |
ليس يخلو المرء من ضد ولو | حاول العزلة في رأس الجبل | |
دار جار السوء بالصبر وإن | لم تجد صبراً فما أحلى النقل | |
جانب السلطان واحذر بطشه | لا تعاند من إذا قال فعل | |
لا تل الأحكام إن هم سألوا | رغبة فيك وخالف من عذل | |
إن نصف الناس أعداء لمن | ولي الأحكام هذا إن عدل | |
قصر الآمال في الدنيا تفز | فدليل العقل تقصير الأمل | |
غب وزر غبا تزد حبا فمن | أكثر الترداد أقصاه الملل | |
لا يضر الفضل إقلال كما | لا يضر الشمس إطباق الطفل | |
خذ بنصل السيف واترك غمده | واعتبر فضل الفتى دون الحلل | |
حبك الأوطان عجز ظاهر | فاغترب تلق عن الأهل بدل | |
فبمكث الماء يبقى آسناً | وسرى البدر به البدر اكتمل[3] |
المراجع
- الأعلام، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، أيار/مايو 2002م، ج5، ص67 نسخة محفوظة 5 أغسطس 2021 على موقع واي باك مشين.
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ابن حجر العسقلاني، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر اباد، الهند، الطبعة الثانية، 1392هـ/1972م، ج4 ص228-231 نسخة محفوظة 2021-08-24 على موقع واي باك مشين.
- نفح الأزهار في منتخبات الأشعار، شاكر شقير البتلوني، ص52 نسخة محفوظة 2021-08-26 على موقع واي باك مشين.
وصلات خارجية
- بوابة الشام
- بوابة أدب عربي
- بوابة أعلام
- بوابة الفقه الإسلامي
- بوابة جغرافيا
- بوابة شعر