عبد الكريم الكرمي
عبد الكريم الكرمي (1909 - 11 أكتوبر 1980)، وكنيته أبو سلمى، ولقبه زيتونة فلسطين، هو شاعر وأديب وكاتب وسياسي فلسطيني، ولد في مدينة طولكرم الفلسطينية، يعد أحد أبرز الشعراء العرب،[7] ويعتبر من الشعراء الأبرز انتشارًا على المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي،[8] وهو صاحب مكانة بارزة في الأدب العربي شعرًا ونثرًا،[9] وأحد أعلام الأدب العربي المعاصر،[9] وهو عضو المجلس الوطني الفلسطيني،[10] ورئيس قسم الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية،[11] ورئيس الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين،[12] ومن مؤسسي الاتحاد.[13]
عبد الكريم الكرمي | |
---|---|
عبد الكريم الكرمي، و(بالإنجليزية: Abdul-Karim al-Karmi) | |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | عبد الكريم سعيد علي منصور الكرمي |
الميلاد | سنة 1909 [1] طولكرم[2] |
الوفاة | 11 أكتوبر 1980 (70–71 سنة)[3] واشنطن[3] |
سبب الوفاة | إنتان |
مكان الدفن | مقبرة الشهداء، مخيم اليرموك |
مواطنة | دولة فلسطين |
الكنية | أبو سلمى |
اللقب | زيتونة فلسطين |
العرق | فلسطيني [4] |
نشأ في | طولكرم |
لون الشعر | شيب |
الديانة | الإسلام[5] |
عضو في | منظمة التحرير الفلسطينية، والمجلس الوطني الفلسطيني، والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، واتحاد الكتاب العرب |
عدد الأولاد | 1 |
الأب | سعيد بن علي الكرمي |
إخوة وأخوات | |
الحياة العملية | |
الاسم الأدبي | أبو سلمى، وزيتونة فلسطين |
المواضيع | شعر |
الحركة الأدبية | الأدب الفلسطيني، وأدب عربي |
المدرسة الأم | المدرسة الفاضلية |
تخصص أكاديمي | قانون |
شهادة جامعية | إجازة جامعية |
المهنة | شاعر[6] |
اللغة الأم | العربية |
اللغات | العربية، والإنجليزية |
مجال العمل | شعر |
التيار | الأدب الفلسطيني، وأدب عربي |
الجوائز | |
جائزة لوتس الدولية للأدب (1978) وسام الثورة الفلسطينية (1980) وسام القدس للثقافة والآداب والفنون (1990) وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني (2015) | |
مؤلف:عبد الكريم الكرمي - ويكي مصدر | |
بوابة الأدب | |
نشأته وحياته
ولد عبد الكريم سعيد علي منصور الكرمي في مدينة طولكرم الفلسطينية صيف عام 1909، تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس مدينته طولكرم، والثانوي في مدرسة السلط الثانوية لسنة واحدة، وأنهى الثانوية العامة في مدرسة عنبر بدمشق عام 1927، ثم عاد إلى مدينته طولكرم في ذات العام، والتحق بمعهد الحقوق الفلسطيني، حيث تخرج وعمل في حقلي التدريس والمحاماة.[14]
في عام 1936 أقالته السّلطات البريطانية من التدريس، فقد نظم قصيدة نشرتها مجلة الرسالة القاهرية بعنوان (يا فلسطين) هاجم فيها السلطات البريطانية لعزمها على إنشاء قصر للمندوب السامي البريطاني على جبل المكبّر، فاستدعاه مدير التعليم البريطاني (مستر فرل)، وأبلغه قراره بفصله من العمل. بعد أن فقد أبو سلمى وظيفته التعليمية بالقدس، ضمّه صديقه إبراهيم طوقان إلى دار الإذاعة الفلسطينية، واستمرّ يعمل في جهازها الإعلامي إلى أن استقال من عمله.
عمل الكرمي في مهنة المحاماة، حيث افتتح مكتباً له عام 1943، وبدأ عمله بالدفاع عن المناضلين العرب المتهمين في قضايا الثورة الفلسطينية. وأصبح في فترة قصيرة محامياً مرموقاً في فلسطين، وظل يعمل في حقل المحاماة حتى عام 1948، حيث توجه إلى دمشق وزاول هناك مهنة المحاماة والتدريس، ثم عمل بوزارة الإعلام السورية وأسهم في العديد من المؤتمرات العربية والآسيوية والإفريقية والعالمية.
شارك الكرمي في المؤتمر العربي الفلسطيني الأول الذي عقد في القدس بتاريخ 28 مايو 1964، والذي أعلن فيه قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وأصبح الكرمي عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية خلال الدورة الأولى للمجلس،[10] كما شارك في كل المجالس الوطنية المتعاقبة حتى رحيله.
عُيّن الكرمي مسؤولاً عن التضامن الآسيوي الأفريقي في منظمة التحرير الفلسطينية، بعد مشاركته موفداً عن المنظمة في أعمال المؤتمر التأسيسي لمنظمة التضامن الآسيوي الأفريقي الذي عقد بالقاهرة عام 1965، كما شارك في مؤتمرات عديدة أهمها مؤتمر مجلس السلم العالمي، ومؤتمر اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، وغيرها.
في 1 ديسمبر 1978، أقامت منظمة التحرير الفلسطينية احتفالاً له في بيروت بحضور قادة المنظمة وشعراء من عدد من الدول العربية بمناسبة تسلمه جائزة لوتس للأدب.
انتخب عبد الكريم الكرمي رئيسًا للاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين خلال المؤتمر الثالث للاتحاد في أبريل 1980،[12] ويعد الاتحاد أحد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.[12]
- عبد الكريم الكرمي
حياته الشخصية
عاش عبد الكريم الكرمي في أسرة اشتهرت بالعلم، فوالده هو العالم الوزير سعيد الكرمي، وأخوته هم: السياسي عبد الغني الكرمي، والأديب أحمد شاكر الكرمي، والعالم اللغوي حسن الكرمي، والأديب محمود الكرمي. أما جده فهو الشيخ علي منصور الكرمي.[15]
رغم أن أبا سلمى قد تزوج ورزق بوحيده سعيد، إلا أنه لم ينجب سلمى أبدًا، وبذلك بقي هذا الاسم مجرد لقب شعري رافقه طيلة رحلته الشعرية منذ أن كان على مقاعد الدراسة وحتى صار اسمه الأشهر.[16]
دواوينه الشعرية
مؤلفاته النثرية
- «كفاح عرب فلسطين»، عام 1964.
- «آثار أحمد شاكر الكرمي الأدبية والنقدية والقصصية»، عام 1964.
- "سعيد الكرمي"، عام 1973.
- «الثورة»، مسرحية.
لقبه
يُعرف أبي سلمى بلقبه البارز «زيتونة فلسطين»، كما يلقب بمجموعة أخرى من الألقاب، منها: «شاعر فلسطين» و«سنديانة الشعر الفلسطيني».[17]
أوسمة وجوائز
نال عبد الكريم الكرمي مجموعة من الأوسمة والجوائز، كان من أبرزها:
- جائزة لوتس الدولية للأدب،[18] عام 1978، وقد تسلمها من رئيس جمهورية أنغولا أغوستينيو نيتو،[19] في 1 يوليو 1979.[20]
- وسام الثورة الفلسطينية،[21] عام 1980، وهو أعلى وسام فلسطيني حينها،[22] حيث منحه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات الوسام في مطلع ديسمبر 1980،[23] خلال إحياء ذكرى مرور أربعين يومًا على رحيله.[24]
- وسام القدس للثقافة والفنون والآداب، عام 1990، من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، في يناير 1990.[25][26]
- وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني بدرجة الإبداع،[27] عام 2015،[28] حيث منحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الوسام بتاريخ 14 سبتمبر 2015،[29] وذلك «تقديراً لمكانته ودوره الفاعل في حركة الشعر الفلسطيني، ودفاعه عن وطنه وشعبه بالكلمة الصادقة والموقف الشجاع»،[28] وقد تسلمت عائلته الوسام في 22 أغسطس 2016،[30] خلال احتفال ثقافي دولي حضره أدباء وشعراء دوليين.[31][32]
وفاته
أصيب عبد الكريم الكرمي بوعكة صحية خلال تواجده في العاصمة الروسية موسكو حيث كان فيها للمشاركة بإحدى مؤتمرات منظمة التضامن،[33] ونقل على إثرها إلى المستشفى هناك، وأجريت له عملية جراحية،[34] لكن حالته الصحية تدهورت، وقد بذل الأطباء الروس بما فيهم ابنه الطبيب سعيد أقصى جهودهم لإنقاذ حياته، وبعد أن يَئِسوا من شفائه جرى نقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية،[35] وبعد سبعة أيام هناك من محاولات إنقاذ حياته توفي،[36] وذلك بتاريخ 11 أكتوبر 1980 في مستشفى جامعة جورج واشنطن في العاصمة واشنطن،[37] إثر إصابته بإنتان الدم الحاد،[37] ودفن في مقبرة الشهداء في دمشق بجنازة رسمية وشعبية كبيرة.[38]
قالوا عنه
- قال محمود درويش عن أبي سلمى: «أنت الجذع الذي نبتت عليه قصائدنا».[39]
- خلال احتفال تكريمي كبير له في بيروت، في 1 ديسمبر 1978، بمناسبة فوزه بجائزة لوتس،[40] قال ياسر عرفات وهو يعانق أبا سلمى: «أخي وأستاذي ومعلمي أبو سلمى، يوم تكريمك هذا إنما هو تكريم لفلسطين من خلالك، فلسطين الخندق الأمامي للأمة العربية».[41]
- قال رئيس جمهورية أنغولا أغوستينيو نيتو خلال تسلميه جائزة لوتس للكرمي: «الشاعر الفلسطيني أبو سلمى قد عاش من أجل قضية شعبه ووطنه، وكرس شعره صوتًا صافيًا ومخلصًا لقضايا وطنه المعذب فلسطين. وأنا أقول في النهاية، إنه رغم التزامه بقضيته، إلا أنه لم ينس المرأة، فأحبها وتغزل بها، وكتب الكثير من القصائد في وصفها، حتى إنه لقب باسم إحداهن».[19]
- في 11 أكتوبر 2021، حيث الذكرى الـ41 عامًا على رحيله، أصدر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين بيانًا جاء فيه: «ليس للعبارات مهما تزخرفت، أن تنقش نبضات تعرشت على جدران الشوق إليه، وهو الشاعر، والثائر، والبديع عالي المقام، في وطن لا يزال يشرب من نهر شعره معاني الصمود والصبر والبقاء، فأبو سلمى لم يكن عابر حياة، ولا قاطع زمن، ولا سهمًا خاطفًا ينساه البصر، بل كان جيلًا مقيمًا، وجبلًا أشمًا، ومدارًا لا ينقطع في مجرة المخلصين، ولئن كثرت سنوات الفراق، وابتعدت أرقام السنين عن عيشه البديع، يبقى الثابت يقينًا في سجل الفاعلين، ومليك احترام من عرفوه، وتعلموا منه، ووصلت إليهم أنواره في لجة الظلمة المدلهمة».[42][43]
من قصائده
قصيدة «لهب القصيد»، عام 1936 | ||
انشر على لهب القصيدِ | شكوى العبيد إلى العبيدِ | |
شكوى يرددها الزمان | غدًا إلى الأبد الأبيدِ | |
واعطف على بغداد | واندب عرش هارون الرشيدِ | |
إيهٍ ملوك العرب | لا كنتم ملوكًا في الوجودِ | |
هل تشهدون محاكم التفتيش | في العصر الجديدِ | |
قوموا اسمعوا من كلِ | ناحيةٍ يصيح دم الشهيدِ | |
قوموا انظروا القسّام | يُشرق نوره فوق الصرودِ | |
يوحي إلى الدنيا | ومن فيها بأسرار الخلودِ | |
قوموا انظروا فرحان | فوق جبينه أثر السجودِ | |
يمشي إلى حبل الشهادة | صائمًا مشي الأسودِ | |
سبعون عامًا في سبيل | الله والحق التليدِ | |
خجل الشباب من المشيب | بل السنون من العقودِ | |
قوموا انظروا الأهلين | بين الوعد ضاعوا والوعيدِ | |
ما بين ملقىً في السجون | وبين منفي شريدِ | |
قوموا انظروا الوطن الذبيح | من الوريد إلى الوريدِ | |
تتزاحم الأجيال دامية | الخُطى حول اللحودِ | |
إيهٍ شعوب العرب | أنتم مبعث الأمل الوحيدِ | |
سيروا على الترب المخضب | والثموا أثر الجدودِ | |
حرية الإنسان بالدم | تشترى لا بالوعودِ | |
يا من يعزون الحمى | ثوروا على الظلم المبيدِ | |
بل حرروه من الملوك | وحرروه من العبيدِ |
قصيدة «المشرد» | ||
يا أخي أنت معي في كل دربِ | فاحمل الجرح وسر جنباً لجنبِ | |
قد مَشَيناها خطىً داميةٌ | أنبتت فوق الثرى أَنضَر عُشبِ | |
نحن إن لم نحترق كيف السنا | يملأ الدنيا ويهدي كل ركبِ؟ | |
والدمُ الحرُّ الذي وحدنا | خلد التاريخ في أروعِ كتبِ | |
سر معي في طرقِ العمر وقل | أين من يحمي الحمى أو من يلبي؟ | |
فهنا الأيتام في أدمعهم | وهنا تهوي العذارى مثل شُهبِ | |
وشيوخ حملوا أعوامهم | مثقلاتٍ بشظايا كلّ خطبِ | |
هم ضحايا الظلم هل تعرفهم؟ | إنهم أهلي على الدهرِ وصحبي | |
يا رفاقَ الدهرِ! هل شرّدكم | في الورى غدرُ عدوٍ أم محبِ | |
زعماءُ دنّسوا تاريخَكُم | وملوك شردوكم دون ذنبِ | |
وجيوش غفر الله لها | سلمت أوطانكم من غير حربِ | |
دول تحسبها شرقية | وإذا أمعنتَ فالحاكم غربي | |
يوم هزت للوغى راياتها | حكمت فيه على تشريد شعبِ | |
يا فِلسطينُ وكيف المُلتقى! | هل أرى بعدَ النَّوى أقدسَ تُربِ؟ | |
عبقُ السؤدد في ذراته | وأناشيدُ الهوى في كل شعبِ | |
وأرى قلبي على شاطِئها | ناشِراً أحلامَهُ العذراءَ قُرْبي | |
وَأرى السمراءَ تَلْهو بالهوى | تهبُ النورَ لِعينَيْ كُلِ صَبِّ | |
أيها الباكي وهل يُجدي البُكا | بعدما أصبحتَ في كلِ مَهبِ | |
كفكِفِ الدَّمعَ وسِر في أُفقٍ | حافلٍ بالأملِ الضَّاحكِ رَحبِ | |
نَنثرُ الأنجمَ في مَوكِبهِ | مَوكبُ الحريةِ الحمراء يُصبي | |
يا أخي ما ضاع منا وطنٌ | خالدٌ نحملهُ في كل قلبِ |
قصيدة «سنعود» | ||
خلعت على ملاعبها شبابي | وأحلامي على خضر الروابي | |
ولي في كل منعطفٍ لقاءٌ | مُوشى بالسلام وبالعِتابِ | |
وما روت المروج سوى غنائي | وما روى الكرومَ سوى شرابي | |
سلي الأفقَ المعطرَ عن جناحي | شذاً وصباً يرفُ على السحابِ | |
ولي في غوطتيك هوى قديمٌ | تغلغل في أماني العذابِ | |
وفي "برداكِ" تاريخ الليالي | كأني كنت أقرأ في كتابي | |
درجت على ثراك وملء نفسي | عبير الخالدين من الترابِ | |
ألملم من دروبكِ كل نجمٍ | وأنثره أضيء به رحابي | |
وعدت إلى حِماك خَيال شعبٍ | يطوفُ على الطلولِ وفي الشعابِ | |
أتنكرني دمشق؟ وكان عهدي | بها أن لا تلوح بالسرابِ | |
أتنكرني؟ وفي قلبي سناها | وأعرافُ العروبة في إهابي | |
أمالي في ظلال الديار حبٍ | شفيعُ صبابتي عند الحسابِ | |
فلسطين الحبيبة كيف أغفو | وفي عيني أطيافُ العذابِ | |
أطهر باسمك الدنيا ولو لم | يبرح بي الهوى لكتمت ما بي | |
تمر قوافل الأيام تروي | مؤامرة الأعادي والصحابِ | |
فلسطين الحبيبة كيف أحيا | بعيداً عن سهولك والهضابِ | |
تناديني السفوح مخضباتٍ | وفي الآفاق آثار الخضابِ | |
تناديني الشواطىء باكياتٍ | وفي سمع الزمان صدى انتحابِ | |
تناديني الجداول شارداتٍ | تسير غريبةً دون اغترابِ | |
تناديني مدائنك اليتامى | تناديني قراك مع القبابِ | |
ويسألني الرفاق ألا لقاءٌ | وهل من عودة بعد الغيابِ | |
أجل! سنقبل التربَ المُندى | وفوق شِفاهنا حُمرُ الرغِابِ | |
غداً سنعود والأجيال تصغي | إلى وقع الخطى عند الإيابِ | |
نعود مع العواصف داوياتٍ | مع البرقِ المقدسِ والشهابِ | |
مع الأمل المجنح والأغاني | مع النسرِ المحلق والعقابِ | |
مع الفجر الضحوك على الصحاري | نعود مع الصباح على العُبابِ | |
مع الرايات دامية الحواشي | على وهج الأسنة والحرابِ | |
ونحن الثائرين بكل أرضٍ | سنصهر باللظى نِيرَ الرقابِ | |
تذيبُ القلبَ رنةُ كل قيدٍ | ويجرح في الجوانحِ كل نابِ | |
أجل! ستعود آلاف الضـحايا | ضحايا الظلم تفتحُ كل بابِ |
قصيدة «أحببتك أكثر» | ||
كُلمَا حَاربتُ مِن أَجلِكِ أَحبَبتُكِ أَكثَر |
||
أَيُّ تُربٍ غَيرَ هذا التُّربِ مِن مِسكٍ وَعَنبر |
||
أَيُّ أُفقٍ غَيرَ هذا الأُفقِ في الدُّنيا مُعَطر |
||
كُلما دافعتُ عن أَرضِكِ عُودُ العُمرِ يَخضَر |
||
وجناحي يا فِلَسطينُ على القِمةِ يُنشَر |
||
يا فِلسطينيةَ الاسمِ الذي يُوحِي وَيَسحَر |
||
تَشهَدُ السُّمرَةُ في خَدَّيكِ أنَّ الحُسنَ أَسمَر |
||
لم أَزل أَقرَأُ في عَينيكِ أُنشودةَ عَبقَر |
||
وعلى شَطَّيهِمَا أَمواجُ عكا تَتَكَسَّر |
||
مِن بَقايا دَمعِنا هل شَجرُ الليمونِ أَزهَر |
||
والحَواكِيرُ بَكت مِن بَعدِنا والرَّوضُ أَقفَر |
||
وكُرومُ العِنبِ الخَمرِيِّ شَقَّت أَلفَ مِئزَر |
||
لم تَعُد تَعتنِقُ السَّفحَ عَصافِيرُ الصَّنَوبَر |
||
ونُجومُ الليل ما عادت على الكرمِلِ تَسهَر |
||
يا فِلَسطينُ انظُرِي شَعبَكِ في أَروَعِ مَنظَر |
||
بِلَظَى الثورةِ والتشريدِ للعالَمِ يَثأَر |
||
لم يُحَرَّر وَطنٌ إِلا إِذا الشَّعـبُ تَحَرَّر |
||
كُلُّ إِنسانٍ لهُ دارٌ وأَحـلامٌ وَمِزهَر |
||
وأنا الحامِلُ تاريخَ بِلادي أَتَعَثَّر |
||
وعلى كُلِّ طَريقٍ لم أَزل أَشعَث أَغبَر |
||
كُلما رَفَّ عَلَيَّ اسمُكِ كانَ الحَرفُ أَشعَر |
||
وحُروفي تَزرعُ الأشواقَ فِي كُلِّ مُعَسكَر |
||
وحُروفي شُعَلٌ في كُلِّ صحراءَ ومَهجَر |
||
يا فلسطين ولا أغلى ولا أحلى وأطهر |
||
كُلما حَاربتُ مِن أَجلِكِ أَحبَبتُكِ أَكثَر |
قصيدة «داري» | ||
هل تسألين النجم عن داري | وأين أحبابي وسماري | |
داري التي أغفت على ربوةٍ | حالمة بالمجد والغارِ | |
تفتح الزهر على خدها | فعطرت أيام آذارِ | |
الشمس لا تضحك إلا لها | تهدي إليها وشي أستارِ | |
ضحية الحسن وكم فتنة | تجني على حسناء مِعطارِ | |
جار عليها مدعٍ بالهوى | جور عدوٍ في الحمى ضارِ | |
والشعب كم من حاكمٍ باسمهِ | يظلمه ظلم سنمارِ | |
في عينه دمعة باكٍ | وفي راحته سكين جزارِ |
قصيدة «بعد الفراق» | ||
لا تَسلني فلن أُطيقَ جَوابا | كيفَ أبكي الديارَ والأحباب | |
كُلما لاحَ مِن فلسطينَ برقٌ | خفقَ القلبُ في القصيدِ وذابا | |
وإذا ما سَألتِ عنا انتسبنا | وأبينا إلا إليكِ انتسابا | |
ما بُعُدنا عن طيبِ أرضكِ | إلا زادنا البعدُ من ثراكِ اقترابا | |
يا فلسطينُ لا تراعي فإنا | لم نزل في الدنى نخوضُ العُبابا | |
معَنا في نضالنا كُلُ شعبٍ | عربي يَرى الحياةَ غِلابا | |
ينجَلي الظلمُ والظلامُ إذا ما | التهبَ الشعبُ في النضالِ التِهابا | |
ويطلُ الفجرُ الحبيبُ ضحوكًا | ويضيءُ الدروبَ والألبابا | |
هذهِ دارُنا جَبلنا ثَراها | بالدمِ الحرِ فاستحالَ مَلابا | |
وسَرى حُبها معَ الدمِ نارًا | وبَذلنا لها النفوسَ احتِسابا | |
ونَشأنا على يَديها كِرامًا | وقَرأنا على سَناها الكِتابا | |
نحنُ مَن عطرَ الميادينَ أمجادًا | وأَعيَا المُستعمِرينَ طَِلابا |
قصيدة «من فلسطين ريشتي وبياني»، عام 1968 | ||
مِن فلسطين ريشتي وبَياني | فعَلى الخُلدِ والهوىَ يَدرُجانِ | |
مِن فلسطين ريشتي | ومِن الرملةِ واللِد صُغتُ حُمرَ الأغاني | |
مِن شذا برتقال يافا قوافيها | ومن سهل طولكرم المعاني | |
أيها الحاملون ألوية العار! | تخلوا عن حومة الميدان | |
سلموا الشـعب أمره واستريحوا | يا حماة الأصنام والأوثان | |
كل جيش يكون حربًا على الشعب | ذليلٌ إذا التقى الجمعان | |
عاصفٌ بين أهلهِ ونسيمٌ للمغيرين | شأن كل جبان | |
يومَ هَبَّت على حدودكم النارُ | جثوتم أمام كل دخان | |
يأنفُ التُرب أن تمروا عليه | وتصابُ الرمالُ بالغثيان | |
كُلَّ يوم تجددون الشعارات | فرارًا من أزمةِ الوجدان | |
بعد حربِ التحـرير قد أصبح اليوم | شعارًا إزالةُ العدوان | |
أيها الأهل في القطاع وفي الضفة | لو تُنطق الدموعُ لساني | |
نحنُ أسـرى وأنتمُ أنتمُ الأحرارُ | خلفَ السُجون والقُضبان |
وصلات خارجية
- مرسوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن منح «وسام الثقافة والعلوم والفنون بدرجة الإبداع» للشاعر عبد الكريم الكرمي، 14 سبتمبر 2015.
- صورة لعبد الكريم الكرمي مع ياسر عرفات، موقع فلسطين في الذاكرة.
- تصفح ديوان أبي سلمى.
- عبد الكريم الكرمي على موقع بوابة الشعراء.
- عبد الكريم الكرمي على موقع أرشيف الشارخ.
- عبد الكريم الكرمي على موسوعة الديوان الشعرية.
انظر أيضًا
المراجع
- Abd al-Karim al-Karmi — تاريخ الاطلاع: 16 يونيو 2022 — مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2022
- Abdul kareem Al Karmi — تاريخ الاطلاع: 16 يونيو 2022 — مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2022
- المحرر: Sally Buzbee — الناشر: واشنطن بوست — تاريخ النشر: 13 أكتوبر 1980 — Abdul Karim Karmi, 73, Dies: Palestinian Poet — تاريخ الاطلاع: 16 يونيو 2022 — مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2022
- Abdul kareem Al Karmi — تاريخ الاطلاع: 16 يونيو 2022 — مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2022
- تاريخ النشر: 29 يناير 2007 — قراءة في ديوان أبي سلمى عبد الكريم الكرمي — تاريخ الاطلاع: 16 يونيو 2022 — مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2022
- تاريخ النشر: 1 يوليو 2002 — АБУ́ СА́ЛЬМА — تاريخ الاطلاع: 16 يونيو 2022 — مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2022
- "أدونيس في "دفاتر مهيار الدمشقي".. ملك يرثي مملكته"، العربي الجديد، 31 مارس 2021، مؤرشف من الأصل في 27 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 27 أكتوبر 2021.
- "شعر النكبة الفلسطيني قبل 60 عامًا"، صحيفة الخليج، 16 مايو 2008، مؤرشف من الأصل في 15 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 15 يونيو 2022.
- جرار، حسني أدهم (4 أغسطس 2007)، "عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) (1909–1980م)"، رابطة أدباء الشام، مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 16 يونيو 2022.
- أعضاء المؤتمر الأول للمجلس الوطني الفلسطيني نسخة محفوظة 26 يوليو 2020 على موقع واي باك مشين.
- بلدية طولكرم تنعى الشاعر عبد الكريم الكرمي أبو سلمى (14 أكتوبر 1980) نسخة محفوظة 27 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.
- الاتحادات والتنظيمات الشعبية - منظمة التحرير الفلسطينية نسخة محفوظة 26 يوليو 2020 على موقع واي باك مشين.
- "شكر.. وتقدير.. وعهد.."، الوكالة الوطنية للإعلام، 9 يونيو 2022، مؤرشف من الأصل في 15 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 15 يونيو 2022.
- صوت العروبة نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
- "عائلة فلسطينية مثقفة: سعيد بن علي بن منصور الكرمي"، رأي اليوم، 12 ديسمبر 2020، مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 9 مايو 2021.
- أبو سلمى.. جذع الشعر الفلسطيني نسخة محفوظة 22 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- القدس في الشعر الفلسطيني نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- أبو سلمى نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- مصباح، منيرة، في سفر الكلمات: شموع فلسطينية ودراسات أخرى، 2008، ص89. نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
- عبد الكريم الكرمي.. المسرد الزمني نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- "عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى""، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 19 يناير 2021.
- عبد الكريم الكرمي نسخة محفوظة 16 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- شلحت، أنطوان، أبو سلمى.. الرمز والقصيدة، 1982، ص97. نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
- المصير الديمقراطي، 1980، ص 59. نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
- عبد الكريم الكرمي في سطور نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- شاهين، أحمد عمر، موسوعة كتاب فلسطين في القرن العشرين، 1992، ص282.
- الرئاسة الفلسطينية تقلد الشاعر أبي سلمى بوسام الثقافة والعلوم والفنون بمستوى الإبداع نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- وسام الثقافة والعلوم والفنون بدرجة الإبداع للشاعر الراحل عبد الكريم الكرمي أبو سلمى نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- الرئيس محمود عباس يمنح الشاعر عبد الكريم الكرمي وسام الثقافة والعلوم والفنون بمستوى الإبداع نسخة محفوظة 3 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمنح الشاعر عبد الكريم الكرمي وسام الثقافة والعلوم والفنون نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- افتتاح الملتقى الثقافي الفلسطيني الثامن نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- عائلة الكرمي تُقدم الشكر للرئيس محمود عباس على تكريم الشاعر أبو سلمى بوسام الثقافة والعلوم والفنون نسخة محفوظة 29 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- "عبد الكريم الكرمي.. رحلات فلسطينية"، paljourneys، مؤرشف من الأصل في 08 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2020.
- "عبد الكريم الكرمي"، الموسوعة الفلسطينية، مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2020.
- "أبو سلمى: زيتونة فلسطين"، الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، 21 يناير 2015، مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2020.
- "عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" .. مائة عام على ميلاده"، imoshaf، 2009، مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2020.
- "Abdul Karim Karmi, Dies: Palestinian Poet, Lived in Md."، واشنطن بوست (باللغة الإنجليزية)، 13 أكتوبر 1980، مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2020.
- "أيها الحاملون ألوية العار تخلوا عن حومة الميدان.. سَـلّموا الشـعب أمـره واستريحوا.. عبد الكريم الكرمي في سطور"، قناة الكوفية، 27 يونيو 2019، مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2020.
- طه، المتوكل، حدائق إبراهيم، 2004، ص87 نسخة محفوظة 22 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- عاشق فلسطين عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
- عبد الكريم الكرمي.. شاعر فلسطين وعاشقها نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
- "الذكرى الـ41 على رحيل الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي"، النجاح الإخباري، 22 أكتوبر 2021، مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2022.
- "الاتحاد العام للكتاب والأدباء: أبو سلمى حمل مفاتيح الحلم والعودة وأسس مع رفاقه نهج الفداء والتضحية"، صحيفة الحياة الجديدة، 22 أكتوبر 2021، مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2022.
- بوابة أدب
- بوابة أدب عربي
- بوابة شعر
- بوابة فلسطين
- بوابة أعلام