الإسلام في الصومال
الإسلام في الصومال أغلبية الصوماليين من المسلمين السنة الشافعية، لأكثر من 1400 سنة، كان الإسلام جزءا أساسيا من المجتمع الصومالي، دخل الإسلام الصومال منذ أيامه الأولى، وقد ظهر الإسلام في الصومال عن طريق الصحابة المهاجرين إلى الحبشة، الصوماليون من أشد المتحمسين لنشر الإسلام واستقبال الدعوة الإسلامية، وأصبحت بلدهم إسلامية خالصة.[1]
جزء من سلسلة مقالات حول |
الإسلام حسب البلد |
---|
بوابة الإسلام |
التاريخ
تاريخ الإسلام في الصومال هو قديم قدم الدين نفسه، في وقت مبكر لاضطهاد المسلمين من قبل قبيلة قريش القبيلة التي ينتمي إليها النبي محمد فروا إلى اكسوم ميناء مدينة زيلع الخاضع لسيطرة الإمبراطورية الأكسومية، في العصر الحديث في شمال الصومال.
الهجرة الأولى
عندما رأى النبي محمد الاضطهاد الّذي تعرض له أتباعه في مكة المكرمة، أمر أتباعه بالهجرة منها والعثور على ملاذ آمن في شمال إثيوبيا، الحبشة، حيث قال «إن بالحبشة ملكا لا يظلم عنده أحد». وكانت هذه الهجرة الأولى في تاريخ الإسلام، الصومال كان في ذلك الوقت مجتمع يهودي مسيحي.
الإسلام والعصور الوسطى
يمتد تاريخ الإسلام في القرن الإفريقي إلى اللحظات الأولى لميلاد الدين الجديد في شبه الجزيرة العربية. فاتصال المسلمين بهذه المنطقة من العالم بدأ عند هجرة المسلمين الأولى فرارا من بطش قريش، وذلك عندما حطوا رحالهم في ميناء زيلع الموجود بشمال الأراضي الصومالية الآن والذي كان تابعا لمملكة أكسوم الحبشية في ذلك الوقت طلبا لحماية نجاشي الحبشة «أصحمة بن أبحر». أمن النجاشي المسلمين على أرواحهم وأعطاهم حرية البقاء في بلاده، فبقي منهم من بقي في شتى أنحاء القرن الإفريقي عاملا على نشر الدين الإسلامي هناك.
كان لانتصار المسلمين على قريش في القرن السابع الميلادي أكبر الأثر على التجار والبحارة الصوماليين حيث اعتنق أقرانهم من العرب الدين الإسلامي ودخل أغلبهم فيه كما بقيت طرق التجارة الرئيسية بالبحرين الأحمر والمتوسط تحت تصرف الخلافة الإسلامية فيما بعد. وانتشر الإسلام بين الصوماليين عن طريق التجارة. كما أدى عدم استقرار الأوضاع السياسية وكثرة المؤامرات في الفترة التي تلت عهد الخلفاء الراشدين من تصارع على الحكم إلى نزوح أعداد كبيرة من مسلمي شبه الجزيرة العربية إلى المدن الساحلية الصومالية مما اعتبر واحدا من أهم العناصر التي أدت لنشر الإسلام في منطقة شبه جزيرة الصومال.
وأصبحت مقديشيو منارة للإسلام على الساحل الشرقي لإفريقيا، كما قام التجار الصوماليون بإقامة مستعمرة في موزمبيق لاستخراج الذهب من مناجم مملكة موتابا وتحديدا من مدينة سوفالا (سفالة) التي كانت الميناء الأساسي للمملكة في ذلك الوقت. وفي تلك الأثناء كانت بذور سلطنة عدل قد بدأت في إنبات جذورها حيث لم تعدُ في تلك الأثناء عن كونها مجتمع تجاري صغير أنشأه التجار الصوماليون الذين دخلوا حديثا في الإسلام.
وعلى مدار مائة عام أمتدت من سنة 1150 وحتى سنة 1250 لعبت الصومال دورا بالغ الأهمية والمحورية في التاريخ الإسلامي ووضع الإسلام عامة في هذه المنطقة من العالم. حيث أشار كلا من المؤرخين ياقوت الحموي وعلي بن موسى بن سعيد المغربي في كتاباتيهما إلى أن الصوماليون في هذه الأثناء كانوا من أغنى الأمم الإسلامية في تلك الفترة. حيث أصبحت سلطنة عدل من أهم مراكز التجارة في ذلك الوقت وكونت إمبراطورية شاسعة امتدت من رأس قصير عند مضيق باب المندب وحتى منطقة هاديا بإثيوبيا. حتى وقعت سلطنة عدل تحت حكم سلطنة إيفات الإسلامية الناشئة والتي بسطت ملكها على العديد من مناطق إثيوبيا والصومال، وأكملت سلطنة عدل، التي أصبحت مملكة عدل بعد وصول مد سلطنة إيفات إليها، أكملت نهضتها الاقتصادية والحضارية تحت مظلة سلطنة إيفات.
واتخذت سلطنة إيفات من مدينة زيلع عاصمة لها ومنها انطلقت جيوش إيفات لغزو مملكة شيوا الحبشية المسيحية القديمة عام 1270. وأدت هذه الواقعة إلى نشوب عداوة كبيرة وصراع على بسط السلطة والنفوذ ومعارك مع محاولات توسعية شديدة الكراهية بين البيت الملكي السليماني المسيحي وسلاطين سلطنة إيفات المسلمة مما أدى لوقوع العديد من الحروب بين الجانبين انتهت بهزيمة سلطنة إيفات ومقتل سلطانها آنذاك السلطان سعد الدين الثاني على يد الإمبراطور داوود الثاني إمبراطور الحبشة وتدمير مدينة زيلع على يد جيوش الحبشة عام 1403. وفي أعقاب هزيمتهم في الحرب، فر أفراد عائلة المهزوم إلى اليمن حيث استضافهم حاكم اليمن في ذلك الوقت الأمير زفير صلاح الدين الثاني حيث حاولوا جمع أشلاء جيوشهم ومناصريهم من أجل استرجاع أراضيهم لكن دون جدوى.
وفي عهد سلطنة عجوران في الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر للميلاد، أصبح للعديد من المدن الصومالية شأن عظيم خاصة مدن مقديشيو ومركا وباراوا وأبية والتي نمت موانئها نموا واسعا وأقامت علاقات تجارية وثيقة مع السفن القادمة من والمبحرة إلى شبه الجزيرة العربية والهند وفينيتيا[2] وفارس ومصر والبرتغال، كما امتدت علاقاتها التجارية لتشمل الصين أيضا في الشرق الأقصى. وعندما مر البحار البرتغالي الأشهر فاسكو دا غاما بمدينة مقديشيو خلال رحلاته البحرية الاستكشافية في القرن الخامس عشر، دون في ملحوظاته ما شاهده من ازدهار بجميع أرجاء المدينة واصفا بيوتها بأنها مكونة من أربعة أو خمسة طوابق كما يوجد فيها العديد من القصور الكبيرة في وسطها إضافة للجوامع الكبرى ذات المآذن الأسطوانية الشكل.[3]
وفي القرن السادس عشر كتب ديوارت باربوسا، التاجر والكاتب البرتغالي الذي رافق ماجلان في أسفاره، عن مشاهداته في مقديشيو قائلا أنه شاهد العديد من السفن التجارية القادمة من كامبايا الهندية محملة بالأقمشة والتوابل في الهند وذلك لبيعها في الميناء التجاري بمقديشيو مقابل منتجات صومالية أخرى مثل الذهب والشمع والعاج. كما أشار باربوسا أيضا لتوافر اللحوم والقمح والشعير والجياد والفاكهة في الأسواق الساحلية مما كان يدر ربحا وفيرا على التجار؛[4] كما كانت مقديشيو مركزا لصناعات الغزل والنسيج حيث كانت تصدر نوعا خاصا من الأقمشة كان يطلق عليه «ثوب بنادير» للأسواق العربية خاصة في مصر وسوريا.[5] علاوة على ذلك شكلت مقديشيو مع كل من مدينتي مركا وباراوا مناطق عبور للتجار السواحليين القادمين من مومباسا وماليندي في كينيا وتجارة الذهب من كيلوا في تنزانيا.[6] كما كان تجار هرمز من اليهود يقومون بجلب منتجاتهم من المنسوجات الهندية والفاكهة إلى السواحل الصومالية لاستبدالها بالحبوب والأخشاب.[7]
كما أقيمت العلاقات التجارية مع سلطنة ملقا، إحدى دول اتحاد ماليزيا الآن، في القرن الخامس عشر،[8] وكانت السلع الأساسية التي قامت عليها التجارة بين البلدين هي الأقمشة والعنبر والخزف.[9] كما صدرت الصومال الحيوانات الحية مثل الزراف وحمر الزرد لإمبراطورية مينج الصينية والتي اعتبرت التجار الصوماليين زعماء التجارة البحرية بين آسيا وإفريقيا،[10] كما تأثرت اللغة الصينية باللغة الصومالية نتيجة لعمق العلاقة بين البلدين. من جهة أخرى، عمد التجار الهندوس من مدينة سورات الهندية والتجار القادمون من جزيرة باتي الكينية بجنوب شرق إفريقيا إلى الإتجار بموانئ باراوا ومركا الصوماليتين وذلك للابتعاد عن الحصار البرتغالي والتدخل العماني في طرق التجارة البحرية إذ كان هذان الميناءان بعيدين تماما عن سلطات كل من البرتغاليين والعمانيين.[11]
الإسلام في عهد الاستعمار وبعد
لأن المسلمين يعتقدون أن إيمانهم ينبع من الإيمان برسالة النبي محمد، فقد كان من الصعب تكيف المسلمين مع بعض التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي بدأت مع التوسع في الحكم الاستعماري في أواخر القرن التاسع عشر. وقد حدثت بعض التعديلات، ولكن الرد على ذلك كان بالعودة إلى تقاليد الإسلام ومعارضة التغريب تماما، وكانت الطرق الصوفية في طليعة هذه الحركة، في مقدمتهم الزعيم الديني والوطني الصومالي محمد عبد الله حسان في وقت مبكر من القرن التاسع عشر، عموما عارض القادة الإسلاميين انتشار التعليم الغربي.
انظر أيضًا
مراجع
- Islam in Somalia نسخة محفوظة 05 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Journal of African History pg.50 by John Donnelly Fage and Roland Anthony Oliver
- Da Gama's First Voyage pg.88
- East Africa and its Invaders pg.38
- Gujarat and the Trade of East Africa pg.35
- The return of Cosmopolitan Capital:Globalization, the State and War pg.22
- The Arabian Seas: The Indian Ocean World of the Seventeenth Century By R. J. Barendse
- Gujarat and the Trade of East Africa pg.30
- Chinese Porcelain Marks from Coastal Sites in Kenya: aspects of trade in the Indian Ocean, XIV-XIX centuries. Oxford: British Archaeological Reports, 1978 pg 2
- East Africa and its Invaders pg.37
- Gujarat and the Trade of East Africa pg.45
- بوابة الصومال
- بوابة الإسلام
- بوابة أفريقيا
- بوابة السياسة