التهاب الكبد الوبائي هـ

التهاب الكبد الوبائي هـ (بالإنجليزية: Hepatitis E)‏ هو التهاب في الكبد ينتج عن عدوى بفيروس التهاب الكبد الوبائي هـ (إتش إي في)،[2][3] ويعد نوعًا من التهابات الكبد الفيروسية.[4] يتنقل التهاب الكبد الوبائي هـ بصورة رئيسية عبر الطريق الفموي الشرجي حاله حال التهاب الكبد أيه، على الرغم من أن الفيروسان غير مرتبطين ببعضهما.[5][6][7] في الماضي، ظهر أول وباء لالتهاب الكبد الوبائي هـ عرفته البشرية في نيو دلهي عام 1955،[8] ولكن لم يُعزل الفيروس حتى عام 1983 على يد علماء روسيين كانوا يحققون في وباء في أفغانستان.[9] يعد فيروس التهاب الكبد الوبائي هـ إيجابي الاتجاه وأحادي السلسلة وغير مغلف يحوي رنا عشريني الأوجه، ويعتبر واحدًا من فيروسات التهاب الكبد الوبائي الخمسة وهي: أيه وبي وسي ودي وهـ.

التهاب الكبد الوبائي هـ
معلومات عامة
الاختصاص أمراض معدية،  وطب التوليد والنسائيات 
من أنواع مرض فيروسي،  والتهاب كبدي فيروسي،  ومرض  
الأسباب
طريقة انتقال العامل المسبب للمرض طريق فموي-شرجي 
المظهر السريري
الأعراض التهاب كبدي[1]،  وتقيؤ[1]،  وغثيان[1]،  وحمى،  وتضخم كبد،  وفقدان الشهية،  ويرقان،  وفشل كبدي حاد،  واعتلال دماغي كبدي 
الإدارة
أدوية

حاله حال التهاب الكبد أيه، يتبع التهاب الكبد هـ عادةً سيرًا حادًا وذاتي الحد (أي أن الحالة مؤقتة ويتعافى الفرد) وتكون معدلات الوفيات منخفضة في المناطق الغنية بالموارد؛ لكن قد يكون أكثر شدة لدى النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة ويسبب معدلات وفيات أعلى بكثير. لدى النساء الحوامل، وخاصة في الثلث الثالث من الحمل، يكون المرض أكثر شدة ويرتبط بمتلازمة سريرية تدعى الفشل الكبدي الخاطف، إذ تصل معدلات الوفيات فيها إلى نحو 20%.[6][10][11] في حين يكون سير المرض شديدًا وسريعًا لدى النساء الحوامل، قد يحدث شكل أبطأ وأكثر إزمانًا لدى متلقي زرع الأعضاء الذين يتناولون أدوية لإضعاف جهاز المناعة والوقاية من رفض العضو ويسمى التهاب الكبد المزمن هـ،[12] ويُشخص بعد 3 أشهر من العدوى الفيروسية المستمرة.[13] يمكن جمع فيروس التهاب الكبد الوبائي هـ وراثيًا في 8 أنماط جينية، ويميل النمطان الجينيان 3 و4 إلى أن يتسببا في التهاب الكبد المزمن لدى المثبطين مناعيًا.[14][15]

في عام 2017، قُدر عدد الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي هـ بأكثر من 19 مليون إصابة.[16] يعتبر الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي هـ هم الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 35 عامًا. جرت الموافقة على استخدام لقاح واقي (إتش إي في 239) في الصين.[17]

العلامات والأعراض

العدوى الحادة

تمتد فترة الحضانة في التهاب الكبد الوبائي هـ وسطيا مدة 40 يومًا، وتتراوح بين أسبوعين حتى 8 أسابيع. بعد طور بادري قصير، قد تشمل الأعراض اليرقان والتعب والغثيان، رغم أن معظم حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي هـ غير عرضية. يترافق الطور العرضي مع ارتفاع مستويات ناقلات الأمين الكبدية.[18][19][20][21] يصبح الرنا الفيروسي قابلًا للكشف في البراز ومصل الدم خلال فترة الحضانة. تظهر أضداد الغلوبيولين المناعي م والغلوبيولين المناعي ج ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي هـ قبيل بدء الأعراض السريرية مباشرة. يؤدي التعافي إلى زوال الفيروس من الدم، في حين يبقى موجودًا في البراز لمدة أطول بكثير. يُحدد الشفاء أيضًا باختفاء أضداد الغلوبيولين المناعي م وزيادة مستويات الغلوبيولين المناعي ج.[20][6]

العدوى المزمنة

يدوم المرض أسبوعين ثم يتماثل المريض للشفاء عادةً، ولكن تختلف الحالة لدى المرضى ذوي الجهاز المناعي الضعيف، وخاصة أولئك الذين خضعوا لزراعة عضو صلب، إذ تتحول الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي هـ إلى عدوى مزمنة.[22] قد يؤدي هذا الأمر عادةً إلى مرض مهدد للحياة مثل الفشل الكبدي الخاطف أو تشمع الكبد.[23][24]

العدوى

ينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان عن طريق الفم بواسطة المأكل والمشرب الملوثين. ولأن الفيروس يخرج من جسم المصاب عن طريق البراز فعادة يكون سبب العدوى مياه الشرب الملوثة بمياه الصرف الصحي. وتتراوح فترة حضانة الفيروس بين أسبوعين وتسعة أسابيع. ويعتبر الأشخاص بين 15-40 سنة أكثر عرضة للإصابة بهِ. وكذلك النساء الحوامل من أكثر المعرضين وبشكل خاص للإصابة بهذا الفيروس وتكون نسبة الوفاة لديهن أعلى بكثير، إذ ربما تصل إلى 20% مقارنة بأقل من 1% عند الآخرين.

التشخيص

يشخص المرض عن طريق فحص الدم واكتشاف الأجسام المضادة للفيروس، وأفضل احتمالات التنبوء به هي في وجود كارثة وبائية أو بيئية، مثل الفيضانات وغيرها التي تخلف الكثير من الضخايا والجثث والتلوث البيئي.

العلاج

يسبب الفيروس عادة التهاباً كبدياً حاداً وغالباً ما يزول تلقائيا لذلك لا يتم إعطاء أدوية ولكن ينصح المريض بالإكثار من شرب السوائل وتناول غذاء صحي ومتوازن.

الوقاية

من الخطوات الواجب اتباعها للوقاية من انتشار المرض والإصابة به:

  • تعقيم مصادر مياه الشرب
  • تناول الأطعمة غير الملوثة أو المطبوخة بالنار حيث أن الحرارة تقضي على الفيروس.
  • منع تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية خاصة لدى المصابين وذلك بغسل اليدين بالماء والصابون بعد استعمال الحمام.

انظر أيضًا

مراجع

  1. مُعرِّف أنطولوجيا مرض: http://www.disease-ontology.org/?id=DOID:4411 — تاريخ الاطلاع: 30 نوفمبر 2020 — الرخصة: CC0
  2. "Hepatitis E: Background, Etiopathophysiology, Epidemiology"، medscape.com، Medscape، 2019، مؤرشف من الأصل في 7 نوفمبر 2021.
  3. Kamar؛ Dalton؛ Abravanel؛ Izopet (2014)، "Hepatitis E Virus Infection"، Clinical Microbiology Reviews، 27 (1): 116–138، doi:10.1128/CMR.00057-13، ISSN 0893-8512، PMC 3910910، PMID 24396139.
  4. "Hepatitis (Viral) NIDDK"، The National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 19 يونيو 2020.
  5. "What is hepatitis?"، www.who.int، WHO، مؤرشف من الأصل في 6 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 17 أبريل 2019.
  6. "Hepatitis E"، www.who.int (باللغة الإنجليزية)، WHO، مؤرشف من الأصل في 4 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 17 أبريل 2019.
  7. Weston؛ Burgess؛ Roberts (2016)، Infection Prevention and Control at a Glance (باللغة الإنجليزية)، John Wiley & Sons، ص. 12، ISBN 9781118973554، مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2021.
  8. Kumar؛ Subhadra؛ Singh؛ Panda (أبريل 2013)، "Hepatitis E virus: the current scenario"، International Journal of Infectious Diseases (باللغة الإنجليزية)، 17 (4): e228–e233، doi:10.1016/j.ijid.2012.11.026، ISSN 1201-9712، PMID 23313154، مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 2020.
  9. Izopet؛ Abravanel؛ Dalton؛ Kamar (01 يناير 2014)، "Hepatitis E Virus Infection"، Clinical Microbiology Reviews (باللغة الإنجليزية)، 27 (1): 116–138، doi:10.1128/CMR.00057-13، ISSN 0893-8512، PMC 3910910، PMID 24396139.
  10. Patra؛ Kumar؛ Trivedi؛ Puri؛ Sarin (03 يوليو 2007)، "Maternal and Fetal Outcomes in Pregnant Women with Acute Hepatitis E Virus Infection"، Annals of Internal Medicine (باللغة الإنجليزية)، 147 (1): 28–33، doi:10.7326/0003-4819-147-1-200707030-00005، ISSN 0003-4819، PMID 17606958، S2CID 44504380، مؤرشف من الأصل في 29 أغسطس 2021.
  11. "Hepatitis E Questions and Answers for Health Professionals"، www.cdc.gov (باللغة الإنجليزية)، CDC، 13 يونيو 2018، مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 2021.
  12. Zhou X, de Man RA, de Knegt RJ, Metselaar HJ, Peppelenbosch MP, Pan Q.؛ De Man؛ De Knegt؛ Metselaar؛ Peppelenbosch؛ Pan (2013)، "Epidemiology and management of chronic hepatitis E infection in solid organ transplantation: a comprehensive literature review"، Rev. Med. Virol.، 23 (5): 295–304، doi:10.1002/rmv.1751، PMID 23813631، S2CID 41424447.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  13. Kamar؛ Izopet؛ Dalton (2013)، "Chronic hepatitis e virus infection and treatment"، Journal of Clinical and Experimental Hepatology، 3 (2): 134–140، doi:10.1016/j.jceh.2013.05.003، ISSN 0973-6883، PMC 3940092، PMID 25755487.
  14. Dalton؛ Kamar؛ Baylis؛ Moradpour؛ Wedemeyer؛ Negro (يونيو 2018)، "EASL Clinical Practice Guidelines on hepatitis E virus infection"، Journal of Hepatology، 68 (6): 1256–1271، doi:10.1016/j.jhep.2018.03.005، PMID 29609832، مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 2021.
  15. Sridhar؛ Teng؛ Chiu؛ Lau؛ Woo (20 أبريل 2017)، "Hepatitis E Virus Genotypes and Evolution: Emergence of Camel Hepatitis E Variants"، International Journal of Molecular Sciences، 18 (4): 869، doi:10.3390/ijms18040869، ISSN 1422-0067، PMC 5412450، PMID 28425927.
  16. GBD 2017 Disease Injury Incidence Prevalence Collaborators (10 نوفمبر 2018)، "Global, regional, and national incidence, prevalence, and years lived with disability for 354 diseases and injuries for 195 countries and territories, 1990–2017: a systematic analysis for the Global Burden of Disease Study 2017"، Lancet، 392 (10159): 1789–1858، doi:10.1016/S0140-6736(18)32279-7، ISSN 1474-547X، PMC 6227754، PMID 30496104. {{استشهاد بدورية محكمة}}: |مؤلف1= has generic name (مساعدة)
  17. Li؛ Zhao؛ Wu؛ Chen؛ Zhang؛ Xia (25 فبراير 2015)، "The development of a recombinant hepatitis E vaccine HEV 239"، Human Vaccines & Immunotherapeutics، 11 (4): 908–914، doi:10.1080/21645515.2015.1008870، ISSN 2164-5515، PMC 4514148، PMID 25714510.
  18. Sanford؛ Jong؛ Pottinger (2016)، The Travel and Tropical Medicine Manual E-Book (باللغة الإنجليزية)، Elsevier Health Sciences، ص. 324، ISBN 9780323417426، مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2021.
  19. "Hepatitis E Fact sheet" (باللغة الإنجليزية)، WHO، مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2018، اطلع عليه بتاريخ 17 أبريل 2019.
  20. Hoofnagle؛ Nelson؛ Purcell (2012)، "Hepatitis E"، New England Journal of Medicine، 367 (13): 1237–1244، doi:10.1056/NEJMra1204512، PMID 23013075.
  21. "Facts about hepatitis E"، ecdc.europa.eu (باللغة الإنجليزية)، European Centre for Disease Prevention and Control، مؤرشف من الأصل في 5 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 17 أبريل 2019.
  22. Bonnet؛ Kamar؛ Izopet؛ Alric (2012)، "L'hépatite virale E : Une maladie émergente"، La Revue de Médecine Interne، 33 (6): 328–334، doi:10.1016/j.revmed.2012.01.017، PMID 22405325.
  23. Behrendt؛ Steinmann؛ Manns؛ Wedemeyer (01 ديسمبر 2014)، "The impact of hepatitis E in the liver transplant setting"، Journal of Hepatology، 61 (6): 1418–1429، doi:10.1016/j.jhep.2014.08.047، PMID 25195557.
  24. Kamar؛ Pischke (07 مايو 2018)، "Acute and Persistent Hepatitis E Virus Genotype 3 and 4 Infection: Clinical Features, Pathogenesis, and Treatment"، Cold Spring Harbor Perspectives in Medicine، 9 (7): a031872، doi:10.1101/cshperspect.a031872، ISSN 2157-1422، PMC 6601456، PMID 29735575.
إخلاء مسؤولية طبية
  • بوابة طب
  • بوابة علم الفيروسات
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.