اللغة العبرية

اللغة العِبْرِيَّة أو العِبْرَانِيَّة (بالعبرية: עברית') عِڤْرِيتْ /ʕiv'ʁit/ هي لغة سامية من مجموعة اللغات الشمالية الغربية من الفرع الكنعاني، تنتمي إلى مجموعة اللغات الأفريقية الآسيوية. حاليا تنتشر اللغة العبرية الحديثة كلغة حديث وأدب وتعاملات رسمية، ويتحدث بها أكثر من سبعة ملايين شخص موزعين في حدود إسرائيل والأراضي الفلسطينية. اللغة العبرية الحديثة منبثقة من اللغة العبرية الكلاسيكية التي لم تعد مستخدمة كلغة حديث أو كلغة تعاملات رسمية إنما تستخدم كلغة دينية يستعملها المتدينون اليهود في تعاملاتهم الدينية، وهي بدورها (اللغة العبرية الكلاسيكية) نشأت من محاولة إحياء للّغة العبرية القديمة التي ماتت في القرن الخامس قبل الميلاد. اللغة العبرية القديمة هي العبرية التي كتب فيها العهد القديم، وتشبه إلى حد كبير لغات قديمة أخرى مثل اللغة الفينيقية والعمونية والمؤابية؛ ولهذا يعد علماء اللغات كل هذه اللغات الأخيرة لهجات للّغة الكنعانية.

العبرية
الاسم الذاتي עברית
لفظ الاسم /ʕiv'ʁit/

العالم الناطقة باللغة العبرية:
  المناطق التي العبرية هي لغة الأغلبية فيها
  المناطق التي العبرية هي لغة أقلية كبيرة فيها

الناطقون 9 مليون
الدول إسرائيل، الأراضي الفلسطينية
الرتبة غير موجودة في أول 100
الكتابة أبجدية عبرية
النسب أفريقية آسيوية
ترسيم
رسمية في  إسرائيل
وكالة الضبط مجمع اللغة العبرية
האקדמיה ללשון העברית
ترميز
أيزو 639-1 he
أيزو 639-2 heb
أيزو 639-3 heb 
سال HBR
قائمة اللغات
 ويكيبيديا هذه اللغة
 قد تحتوي هذه الصفحة على حروف يونيكود.

أخذت اللغة العبرية العديد من الأسماء، وهي: لغة كنعان (و هو اسم وارد في التوراة)، واللغة اليهودية (كونها لغة مهمة في الديانة اليهودية)، واللغة المقدسة (بسبب نزول التوراة بها)، لكن أشهر الأسماء لها هو اللغة العبرية (حيث سميت بهذا الاسم نسبة إلى العبرانيين الذين حملوا اللغة من بعد الكنعانيين).

تاريخ اللغة العبرية

مرحلة العبرية القديمة الخالصة

بدأت هذه المرحلة في القرن العاشر قبل الميلاد تقريبا، فكانت اللغة العبرية هي اللغة الشائعة في المناطق الجبلية في فلسطين، وكانت عبرية هذا العصر تتسم بالنقاء والبعد عن أي تأثيرات أجنبية، ودون بها معظم أسفار العهد القديم والأعمال الأدبية الأخرى، وعدد من النقوش الأثرية على الصخور والأحجار والعملات.

مرحلة تدهور اللغة العبرية

تبدأ هذه المرحلة في القرن الخامس قبل الميلاد حيث بدأت اللغة العبرية تنقرض رويدا رويدا، وأخذت اللغة الآرامية تحل محلها شيئاً فشيئا كلغة تخاطب وأدب، لكنها ظلت تستعمل كلغة دينية فقط، وذلك على الرغم من محاولات الحاخامات الحفاظ على اللغة العبرية، ولكنهم فشلوا في مواجهة الصراع القائم آنذاك بين العبرية والآرامية.

مرحلة العبرية التلمودية

بعد أن أصبحت الآرامية هي اللغة الرسمية في البلاد، وجه الزعماء الدينيون جهودهم نحو شرح وتفسير العهد القديم باللغة الآرامية لكي يفهم اليهود أصول وطقوس الدين اليهودي، فكتبوا المشناه والجمارا ثم التلمود. وكانت لغة هذه الكتب مختلفة تماما في روحها وألفاظها وتراكيبها عن عبرية العهد القديم، فظهر فيها التأثر الشديد باللغة الآرامية، كما احتوت أيضا على بعض الألفاظ من اللغات الأخرى.

العصر المسورتي الطبري

مع امتداد المناطق التي سيطر عليها العرب إلى فلسطين، تمتع اليهود ببعض الرفاهية الفكرية والتي أنتجت الكتاب المسورتيين (بالعبرية: מְסוֹרה) والذين وضعوا أساس عملية التشكيل أو التنقيط (بالعبرية: נִיקוּד) والذي استمر حتى اليوم كنظام التنقيط العبري الرسمي وقد تم إنتاجه في المدرسة الطبرية.

العصر الذهبي

عرف اليهود عصراً ذهبياً كثير الإنتاج الأدبي أثناء حياتهم في الأندلس العربية، وقد ساعد جو التسامح والتعايش الأندلسي على ازدهار الإنتاج الأدبي واللغوي العبري وظهور شخصيات ما زالت تحتل مكان الصدارة حتى اليوم في الكتابات الدينية اليهودية واللغوية العبرية كالحاخام موسى بن ميمون وسعديا الفيومي. يعرف اليهود تلك الفترة باسم العصر الذهبي (بالعبرية: תוֹר הֵזֵּהָב) وتعرف الإنتاجات الأدبية لهذا العصر بـ'الأدب العبري الوسيط'، وكانت هذه آخر العصور المزدهرة للغة العبرية والتي انتهت بسقوط الأندلس.

فترة الهسكلاة

تعتبر فترة الثمانينات من القرن الثامن عشر بداية عصر جديد في تاريخ الأدب العلماني للغة العبرية. أدباء ذلك الوقت هم من المتنورون (المسكيليم) والتي بدأت حركتهم في وسط أوروبا خصوصا في ألمانيا (1780-1820) وانتقلت بعدها إلى المجر والتشيك وإيطاليا وغيرها من البلدان (1820-1850) ووصلت إلى ذروة تطورها في شرق أوروبا وروسيا وبولندا (1850-1881).

عمل المسكيليم في عصرهم بشكل مباشر وغير مباشر من أجل إحياء اللغة العبرية وتحويلها إلى لغة حديث بين الناس، وكان الأوائل يميلون إلى توسيع اللغة العبرية وتجهيز كل روافد اللغة من أجل الاستخدام في الكتابة، بينما مال المتأخرون إلى خلق لغة مركبة تختلط بروافد اللغة المختلفة. مع كل الإسهامات التي ساهم فيها المسكيليم من أجل توسيع الثروة اللغوية العبرية وإحيائها، ومع نضال بعضهم من أجل تحويل لغة المشناه وباقي روافد اللغة العبرية إلى مصادر شرعية لتطور اللغة، ومع الطموح والرغبة في فرض اللغة العبرية على الجماهير، لم ينجح المثقفون في وضع أسس لتحويل اللغة العبرية من لغة كتابة وإنتاج إلى لغة حديث.

العصر الحديث

مع بدء الاستيطان اليهودي لفلسطين، استمر اللغويون العبريون في محاولاتهم لإخراج اللغة العبرية من الكتب والصحف إلى الشارع واستعملوا الكثير من التعديلات والتطويرات من أجل تليينها على الألسن وتسهيلها حتى نجحوا في إخراج ما يعرف اليوم بـ'اللغة العبرية الحديثة'.[1] تأسس المجمع اللغوي العبري عام 1889 بواسطة مجموعة من المثقفين في القدس على رأسهم إليعيزر بن يهودا، وضع المجمع أمامه هدفين أساسيين:

  • تحديد مصطلحات في المهن التعليمية المختلفة في المدارس وفي المجالات العلمية والحياة العملية.
  • وطريقة النطق الصحيحة والكتابة والمشكلات النحوية.

اليوم، تعتبر اللغة العبرية اللغة الرسمية الأولى لدولة إسرائيل، وأصبحت تستخدم في شتى مجالات الحياة، مع أنها مختلفة عن اللغة العبرية التوراتية القديمة.

بسبب وضع العبرية الخاص كلغة حديثة نسبياً، لا يوجد هناك فارق كبير بين اللغة الأدبية ولغة الشارع.

التأثيرات التي لقيتها العبرية الحديثة

الكلمات

دخلت على اللغة العبرية الحديثة الكثير من الكلمات التي يعود أصلها إلى اللغة العربية والآرامية، واليديشية، والإنجليزية، بالإضافة إلى لغات أخرى كالألمانية والروسية والفرنسية.

اللفظ

اختلف لفظ الحروف الصامتة والصوتية عن العبرية الكلاسيكية، وقد اعتمد لفظ اللهجة السفاردية أساسًا للفظ اللغة العبرية الحديثة ومنها على النحو الآتي:

  • حرف (ח) ينطق /ح/ بالعبرية الكلاسيكية، لكنه صار ينطق /خ/ بالعبرية الحديثة.
  • حرف (ע) ينطق /ع/ بالعبرية الكلاسيكية، لكنه صار ينطق /آ/همزة/ بالعبرية الحديثة.
  • حروف الإطباق (ט, צ, ק) خفف لفظها وصارت مشابهة للفظ الحروف (תּ, ס, כּ). وحرف (צ/ص) يُلفظ «تس/تز» كما في كلمة ארץ (أرص = أرض) حيث تلفظ (أرتز).
  • أصبح نطق حرف (ו) من /w/ إلى /v/.
  • تحول نطق حرف (ר) من /r/ إلى (غ) مثل بسيدر أصبحت هكذا بسيدغ

بجد كفت

اختفت قاعدة بجد كفت (وهي لفظ الحروف بطريقتين الأولى شديدة والثانية خفيفة) من الحروف (ג, ד, ת) باللغة العبرية الحديثة، ولكنها بقيت في الحروف (ב, כ, פ).

الكتابة العبرية

الأبجدية

احتوت اللغة العبرية على 22 حرفا صامتا مرتبة على شكل (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت)، اشتقت قديما من الخط الآرامي، وتسمى الكتابة بها بالخط المربع، وقد ظهر حديثا بما يسمى خط اليد الذي يستخدم في الكتابة العادية المستخدمة باليد، وتستخدم بعض الحروف اللينة (א, ה, ו, י) كمد للحركات في آخر الكلمة أو في وسطها.

الحركات

خريطة تظهر مخارج الحركات في اللغة العبرية الحديثة.

احتوت اللغة العبرية الكلاسيكية بشكل عام 5 حركات أو أكثر، أما العبرية الحديثة فقد احتوت على 5 حركات قصيرة و 5 طويلة بالإضافة للسكون التام والسكون المتحرك.

انظر أيضًا

مزيد من القراءة

  • أنور، أحمد فؤاد (0002). «الكنز الثمين في قواعد اللغة العبرية» (الطبعة الأولى 0002)، مركز الراية للنشر والإعلام
  • مكريني، بلقاسم (2008). «كيف أغنى اليهود لغتهم: دراسة في وسائل إنماء اللغة العبرية الحديثة» (الطبعة الأولى 2008)، البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع (ردمك 9981451193)،‏ ممرإ 671643414
  • شاذلي، جمال عبد السميع - سالم، نجلاء رأفت (2012). «دراسات في الأدب العبري المعاصر»، سلسلة الدراسات الأدبية والوطنية، جامعة القاهرة، مركز الدراسات الشرقية
  • أبو شمسية، مازن (2003). «اللغة العبرية» (الطبعة الأولى 2003)، الدار العربية للعلوم، بيروت
  • زرهار، مصطفى (2012). «مبادئ اللغة العبرية»، دار صفحات للدراسات والنشر، دمشق (ردمك 9796500053622)
  • فارس، فائز (1987). «اللغة العبرية: دروس وتدريبات»، دار البشير، عمان
  • ربابعة، يوسف أحمد (2016). «أثر المصطلح النحوي العربي في المصطلح النحوي العبري» (الطبعة الأولى 2016)، دار زهدي للنشر والتوزيع (ردمك 9789957612146)
  • عليان، سيد سليمان (2002). «في النحو المقارن بين العربية والعبرية» (الطبعة الأولى 2002)، الدار الثقافية للنشر والتوزيع، القاهرة (ردمك 9773390837)
  • صالح الزعبي، آمنة (2011). ملخص بنية الفعل الناقص بين العربية والعبرية: دراسة في البنية الصوتية للأصل الثلاثي، المجلة الأردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد السابع، ع 1، صفحة 119-148، جامعة مؤتة، الكرك

المصادر

  1. "صدور "الترجمة التطبيقية بين العربية والعبرية" لـ باسم الشايب - E3lam.Org"، E3lam.Org، 30 أكتوبر 2017، مؤرشف من الأصل في 06 يناير 2018، اطلع عليه بتاريخ 05 يناير 2018.
  • Hoffman, Joel M, In the Beginning: A Short History of the Hebrew Language. New York: NYU Press. ISBN 0-8147-3654-8.
  • Izre'el, Shlomo, "The emergence of Spoken Israeli Hebrew", in: Benjamin Hary (ed.), The Corpus of Spoken Israeli Hebrew (CoSIH): Working Papers I (2001).
  • Kuzar, Ron, Hebrew and Zionism: A Discourse Analytic Cultural Study. Berlin & New York: Mouton de Gruyter 2001. ISBN 3-11-016993-2, ISBN 3-11-016992-4.
  • Sáenz-Badillos, Angel, A History of the Hebrew Language (trans. John Elwolde). Cambridge, England: Cambridge University Press. ISBN 0-521-55634-1.
  • جلعاد تسوكرمن

(Zuckermann, Ghil'ad), 2003. Language Contact and Lexical Enrichment in Israeli Hebrew. Palgrave Macmillan. (ISBN 978-1-4039-1723-2 / ISBN 978-1-4039-3869-5)

وصلات خارجية

  • بوابة جبل طارق
  • بوابة اللغة
  • بوابة لسانيات
  • بوابة إسرائيل
  • بوابة الهلال الخصيب
  • بوابة اليهودية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.