الخيمياء والكيمياء في عصر الحضارة الإسلامية

يقول الخوارزمي في كتابه مفاتيح العلوم:

اسم هذه الصناعة، الكيمياء، وهو عربي، واشتقاقه من، كمى يكمي، إذا ستر وأخفى، ويقال، كمى الشهادة يكميها، إذا كتمها.
أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي.

وتدل هذه التسمية على دراسة كل من الخيمياء (الكيمياء القديمة) والكيمياء العملية الحديثة من قبل العلماء المسلمين والعالم الإسلامي خلال القرون الوسطى. وكلمة خيمياء (بالإنجليزية: Alchemy)‏ نفسها مستمدة من الكلمة العربية «الكيمياء».

بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، انتقل وتركز التطوير الكيميائي في الإمبراطورية العربية والحضارة الإسلامية. إن الكثير مما هو معروف عن الخيمياء الإسلامية أتى في الحقيقة من الكتابات المنحدرة عبر السنين والمحفوظة كترجمات عربية.[1] كثيرًا ما تداخلت دراسة الخيمياء والكيمياء في العهود الأولى من عمر العالم الإسلامي، ولكن كانت هناك في وقت لاحق نزاعات بين الخيميائيين التقليديين والكيميائيين العمليين الذين رفضوا تصديق الخيمياء. كان الكيميائيون والخيميائيون المسلمون أول من استخدم المنهج العلمي التجريبي (كما يمارس في الكيمياء الحديثة)، في حين أن الخيميائيين المسلمين وضعوا نظريات عن تحويل الفلزات، وحجر الفلاسفة، والتكوين (حياة اصطناعية للحياة في المختبر)، كما هو الحال بالنسبة للخيمياء في القرون الوسطى في أوروبا، على الرغم من أن هذه النظريات الخيميائية رفضت من قبل الكيميائيين المسلمين العمليين في القرن التاسع وما بعده.

وقد عرف المسلمون أعمال الخيميائيين المكتوبة باليونانية، وكانت في الغالب معنية بالمعادن ولاسيما بمحاولة إنتاج الذهب من فلزات خسيسة، أو بفكرة إطالة العمر والمحافظة على الشباب. وخلال القرن الثامن الميلادي برزت شخصية جابر بن حيان (حوالي سنة 815 م)، والذي يُعد أعظم الخيميائيين العرب، وينسب إليه نحو خمسمائة كتاب يتناول الكثير منها الموضوعين المذكورين، وإنتاج الذهب، وإطالة العمر. واشتهر بعد جابر أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب المشهور ذو المقدرة العقلية الفائقة، وهو الذي تحول من الخيمياء النظرية إلى الكيمياء العملية، كما يتجلى في كتابه «الأسرار» الذي يكشف عن إنكاره لمحاولات من عاصره من الجابريين إنتاج الذهب والفضة أو إطالة العمر. وأشهر المؤلفات الكيميائية بعد ذلك هي تلك المنسوبة للعالم الأندلسي مسلمة بن أحمد المجريطي (حوالي سنة 1008 م)، ثم كتاب أيدمر الجلدكي المصري (قرابة سنة 1342 م). وكانت كل هذه الكتب المعتمد الأساسي للأوربيين حتى شطر كبير من العصر الحديث.[2]

وكان الرازي قد شرح في كتابه «الأسرار» ما كان يستعمله في معمله من مواد وأجهزة وآلات انتقل الكثير منها في الترجمات الأوروبية بأسمائها العربية. وأما العمليات التي كان يجريها فتشمل التقطير والتكليس والتذويب والتبخير والبلورة والتصعيد والترشيح والتشميع. وفيما يتعلق بالكيمياء الصناعية يتبين أن العرب وصلوا قبل الأوروبيين بقرون إلى تقطير الكحول واستخلاص مختلف أنواع الزيوت وصناعات العطور واستخراج النفط وتكريره قبل أن يحظى بأهميته العالمية، وتحضير الحوامض والقلويات.[2]

المساهمات في الخيمياء

ساهم الكيميائيون المسلمون مثل جابر بن حيان والرازي[؟] في الاكتشافات الكيميائية الأساسية، بما في ذلك:

قدم الفلاسفة المسلمون أيضًا إسهامات كبيرة للخيمياء. وأكثرهم تأثيرًا في هذا الصدد هو جابر بن حيان. فقد قام بتحليل عنصر أرسطو (النار، الهواء، الماء، الأرض) من حيث الصفات الأساسية الأربعة: الحرارة، والبرودة، والجفاف، والرطوبة.[3] ووفقًا لابن حيان، فإن اثنتين من هذه الصفات في كل المعادن تكونان داخليتان واثنتين تكونان خارجيتان. فعلى سبيل المثال، الرصاص بارد جدًا وجاف، في حين أن الذهب ساخن ورطب. وهكذا، وضع جابر نظرية تفيد أنه بإعادة ترتيب خواص معدن واحد، يمكن إنتاج معادن أخرى.[4] بموجب هذا المنطق، بدأ البحث عن حجر الفلاسفة في الخيمياء الغربية.[5][6] طوّر جابر علم الأعداد وبموجبها فإن جذر الكلمة لاسم المادة في العربية، عندما يعامل مع مختلف التحولات، يبقى موافقًا للخواص الفيزيائية للعنصر.

لقد وضع جابر بن حيان نظام العناصر المستخدم في خيمياء القرون الوسطى. يتألف نظامه الأصلي من سبعة عناصر، والتي تشمل العناصر التقليدية الخمسة (الأثير، والهواء، والأرض، والنار، والماء)، بالإضافة إلى اثنين من العناصر الكيميائية التي تمثل المعادن: الكبريت، الحجر الذي يحترق، الذي يصف مبدأ الاحتراق، والزئبق، الذي يتضمن المبدأ المثالي للخواص المعدنية. بعد ذلك بوقت قصير، تطور هذا النظام ليصبح ثمانية عناصر، مع المفهوم العربي للمبادئ المعدنية الثلاث: الكبريت يعطي القابلية للاشتعال أو الاحتراق، الزئبق يعطي التقلب والاستقرار، والملح[؟] يعطي الصلابة.[7]

بدايات الكيمياء

جابر بن حيان الذي يُعتبر أبو الكيمياء، والذي قدم الطريقة العملية، واخترع الإنبيق، المقطرة، والمعوجة، والعديد من العمليات الكيميائية، مثل التقطير النقي، والترشيح، والعديد من المواد الكيميائية مثل الكحوليات المقطرة. وهو أيضًا من أسس لصناعة العطارة[؟].
محمد بن زكريا الرازي عزل العديد من المواد الكيميائية، وأنتج العديد من الأدوية، ووصف العديد من الأجهزة المخبرية.

بدأت المناهج العلمية التجريبية في الكيمياء تظهر بين الكيميائيين المسلمين في وقت مبكر. وفي القرن التاسع، كان أول وأكثر العلماء تأثيرًا هو جابر بن حيان، الذي ينظر إليه العديد من الناس على أنه أبو الكيمياء،[8][9][10][11] لأنه قدم ما يلي:

لقد عرف ابن حيان وأعلن بوضوح عن أهمية التجربة: «الشيء الأساسي الأول في الكيمياء أنه ينبغي عليك أن تتبع المنهج العملي وتجري التجارب العملية، لأن الذي لا يجري التجارب لا يمكن أن يبلغ أقل درجة من الإتقان».[13] اعترف مؤرخ الكيمياء إريك جون هولميارد لجابر بن حيان بتطويره الخيمياء إلى العلوم التجريبية وكتب أن أهمية ابن حيان لتاريخ الكيمياء تساوي أهمية روبيرت بويل وأنطوان لافوازييه.[14] لخص المؤرخ بول كراوس، الذي درس معظم أعمال ابن حيان الباقية باللغة العربية واللاتينية، أهمية جابر بن حيان لتاريخ الكيمياء من خلال مقارنة أعماله التجريبية ومنهجيته في الكيمياء مع أعمال الخيميائيين الإغريق القدماء المبهمة والمجازية.[14]

«لنكوّن فكرة عن المكانة التاريخية لخيمياء جابر بن حيان ولمعالجة مشكلة مصادرها، فمن المستحسن مقارنتها مع ما تبقى لنا من المراجع الخيميائية في اللغة اليونانية. كلنا نعرف إلى أي حالة بائسة أوصلتنا هذه المراجع. مجموعة أعمال الخيميائيين الإغريق، التي جمعها العلماء البيزنطيين من القرن العاشر، هي عبارة عن مجموعة مشتتة غير مترابطة، تعود إلى كل الأوقات منذ القرن الثالث حتى نهاية العصور الوسطى.»
«الجهود التي بذلها» بيرتيلوت«و» رويل«لترتيب هذه الكتلة من المراجع أدت فقط إلى نتائج ضعيفة، والباحثون اللاحقون، ومن بينها على وجه الخصوص السيدة هامر – جنسن، تانيري، لاغرغرانتز، فون ليبمان، رايتزنشتين، روسكا، بيدز، فيستوجير، وغيرهم، يمكن أن يوضح فقط بضعة تفصيلات...»
«إن دراسة الخيميائيين اليونانيين ليست مشجعة للغاية. بل إن فحص النصوص اليونانية يبين أن جزءًا صغيرًا جدًا فقط نظم وفقًا للتجارب المخبرية الصحيحة: حتى الكتابات التقنية المفترضة فإنها مبهمة وبلا معنى وبدون تفسير.»
«كان الوضع مختلفًا مع خيمياء ابن حيان. فلقد كان الوصف الواضح نسبيًا للعمليات وللأجهزة، والتصنيف المنهجي للمواد، تعطي فكرة عن الروح التجريبية التي هي غاية في البعد عن النصوص اليونانية الغريبة غير المفهومة. النظرية التي بنى عليها ابن حيان أعماله كانت واضحة ومثيرة للإعجاب.»

معلم ابن حيان، جعفر الصادق، فنّد نظرية أرسطو للعناصر التقليدية واكتشف أن كل واحد من العناصر يتكون من عناصر كيميائية مختلفة:

«أتعجب كيف يمكن لرجل مثل أرسطو أن يقول أن في العالم لا يوجد سوى أربعة عناصر: الأرض، الماء، النار، والهواء. الأرض ليست عنصرًا من العناصر. فهي تتضمن العديد من العناصر. كل فلز، موجود في الأرض، هو عنصر».[15]

كما وضع جعفر الصادق نظرية الجسيمات، التي وصفها على النحو التالي:

«ولد الكون من جسيمات صغيرة، التي لها قطبين متعاكسين. تنتج هذه الجسيمات ذرة. وبهذه الطريقة تأتي المادة إلى حيز الوجود. ثم تتنوع المادة. هذا التنوع ناجم عن كثافة أو ندرة الذرات.».[15]

كما كتب الصادق أيضًا نظرية حول عتامة وشفافية المواد. وذكر أن المواد الصلبة والماصة تكون عاتمة، والمواد الصلبة والطاردة للماء تكون شفافة نوعًا ما. وذكر أيضًا أن المواد العاتمة تمتص الحرارة.[15]

كان الكندي[؟]، الذي كان كيميائيًا معارضًا للخيمياء، أول من دحض دراسة الخيمياء التقليدية ونظرية تحويل الفلزات إلى أكثر المعادن النفيسة مثل الذهب أو الفضة.[16] كذلك كان كل من أبو الريحان البيروني،[17] وابن سينا،[18] وابن خلدون، من المعارضين للخيمياء ودحضوا نظرية تحويل المعادن.

كان هناك كيميائي مسلم آخر حظي بتأثير كبير وهو الرازي. في تقريره «شكوك حول جالينوس»، كان أول من أثبت على حد سواء خطأ نظرية أرسطو للعناصر التقليدية ونظرية جالينوس للأخلاط، وذلك باستخدام طريقة تجريبية. فقام بتنفيذ تجربة كان من شأنها قلب هذه النظريات، وذلك عن طريق إضافة سائل بدرجات حرارة مختلفة إلى جسم ما، مما يؤدي إلى زيادة أو نقصان حرارة الجسم، بحيث تشبه درجة حرارة ذلك السائل الخاص. لاحظ الرازي بصفة خاصة أن الشراب الحار يسخن الجسم إلى درجة أعلى بكثير من درجة حرارته الطبيعية، ومن ثم فإن الشراب من شأنه أن يثير رد فعل في الجسم، وليس فقط نقل حرارته أو برودته الخاصة إليه. اقترح الرازي كذلك في تجاربه الكيميائية صفات أخرى للمادة، مثل «الزيتية «و»الكبريتية»، أو «الاشتعالية «و»الملوحة»، التي لم تكن تفسر بسهولة في تقسيمات العناصر التقليدية النار، الماء، الأرض، والهواء.[19] وقد كان الرازي أول من ابتكر واخترع العديد من العمليات الكيميائية، مثل:

أعلن ناصر الدين الطوسي في القرن الثالث عشر عن النسخة الأولى من قانون حفظ الكتلة، مشيرًا إلى أن جسم المادة قادر على التغير، ولكن لا يستطيع أن يختفي.[20] في القرن الثاني عشر، أصبحت كتابات جابر بن حيان، والرازي[؟]، وابن سينا معروفة على نطاق واسع في أوروبا من خلال الترجمة العربية – اللاتينية، وفي وقت لاحق عن طريق الكتابات اللاتينية لابن حيان المزيف، وهو خيميائي مجهول ولد في القرن الرابع عشر في إسبانيا، والذي ترجم الكثير من كتب ابن حيان إلى اللاتينية، وكتب بعضًا من كتبه تحت اسم مستعار هو جابر بن حيان.

الميراث

اعتبر ألكسندر فون هومبولت أن الكيميائيين المسلمين هم مؤسسي الكيمياء.[21] وكتب ويل ديورانت في كتابه «قصة الحضارة المجلد الرابع: عصر الإيمان» يقول:

«الكيمياء كعلم أنشأها تقريبًا المسلمون؛ ففي هذا الميدان، ضيقت أعمال اليونانيين (حتى الآن كما نعلم) الخناق على التجارب الصناعية وقامت على الفرضيات المبهمة، بينما قدم المسلمون الملاحظة الدقيقة، والتجربة المتحكم بها، والتدوين الدقيق. وقد اخترعوا وسموا الإنبيق، وعدد لا يحصى من المواد الكيميائية، وصقل الحجارة الكريمة، وميزوا الحموض والقلويات، وتحققوا من إلفتها للمواد، ودرسوا وصنعوا المئات من الأدوية. الخيمياء، التي ورثها المسلمون من مصر، منحت الكيمياء آلاف الاكتشافات مصادفة، وكان أسلوبهم أكثر علمية من جميع العمليات في القرون الوسطى.[22]»

وكتب فيلدينغ غاريسون في «تاريخ الطب»:

«المسلمون أنفسهم هم ليسوا منشؤوا الجبر، والكيمياء، والجيولوجيا فحسب، بل الكثير مما يسمى تحسينات الحضارة، مثل مصابيح الشوارع، والنوافذ المجزأة، الألعاب النارية، الآلات الوترية، زراعة الفاكهة، العطور، والتوابل، الخ...[23]»

وكتب روبرت بريفولت في كتاب «صنع الإنسانية»:

«في الكيمياء، المبادئ التي نشأت من العمليات التي استخدمها علماء المعادن المصريون والجواهريون حيث جمعوا السبائك المختلفة وصبغوها لتشبه الذهب، بقيت هذه العمليات طويلاً سرًا محتكرًا في المجامع الكهنوتية، حيث وضعت بين أيدي العرب فطوروها ونشروها، برغبتهم المنظمة للبحث التي قادتهم إلى اختراع التقطير الخالص، والتسامي، والترشيح، وبالتالي إلى اكتشاف الكحول، من حمض النتريك وحمض الكبريت (الحمض الوحيد المعروف قبلهم كان حمض الخلوالقلويات، وأملاح الزئبق، والبزموت، والإثمد، ووضعوا أساس جميع البحوث في الكيمياء والفيزياء اللاحقة.[12]»

جورج سارتون، أبو تاريخ العلم، كتب في «مقدمة إلى تاريخ العلوم» يقول:

«ونجد في كتابات جابر بن حيان وجهات نظر ملحوظة حول أساليب البحث الكيميائية، ونظرية عن التكوين الجيولوجي للمعادن (تختلف المعادن الستة أساسًا بسبب اختلاف نسب الكبريت والزئبق في كل منها)؛ وتجهيز المواد المختلفة (على سبيل المثال، كربونات الرصاص، والزرنيخ والإثمد من كبريتاتها).[24]»

العمليات الكيميائية

اخترع جابر بن حيان العمليات الكيميائية التالية في القرن الثامن:

اخترع الرازي[؟] العمليات الكيميائية التالية في القرن التاسع:

كما طور علماء مسلمون آخرون عدة عمليات كيميائية تشمل:

اخترع ابن سينا تقطير البخار في بدايات القرن الحادي عشر لهدف إنتاج الزيوت العطرية.[28]

الأجهزة المخبرية

جهاز التقطير

عملية تقطير باستخدام الإنبيق.

قام جابر بن حيان باختراع الإنبيق، كما قام باختراع المقطرة والمعوجة كجزء من الإنبيق.[22] وتم إدخال المعوجة إلى الغرب في عام 1570.[30] في القرن الحادي عشر، اخترع ابن سينا ملف التبريد، الذي يكثف الأبخرة العطرية.[31][32] وكان هذا الملف سابقة في تقنية التقطير، والذي استخدمه في عملية تقطير البخار، الأمر الذي يتطلب أنابيب مبردة، لإنتاج الزيوت العطرية.[28]

أجهزة كيميائية أخرى

اخترع الكيميائيون والمهندسون المسلمون القرع والأثل، والمعدات اللازمة لصهر المعادن مثل الأفران والبوتقات.[26]

وفي كتابه سر الأسرار، وصف الرازي[؟] الأدوات التالية التي اخترعها هو وأسلافه (خالد، وابن حيان، والكندي[؟])، وتستخدم في صهر المواد: الكور (الموقد)، المنفاخ أو الكير، البوتقة، أداة الصب، الملقط أو الماسك، المقص أو المقطع، المطرقة أو المكسر، والمبرد[؟].[25]

وصف الرازي الأدوات التالية أيضًا لتحضير الأدوية أو لتدبير العقاقير: القرع والمقطرة مع أنبوب تفريغ (قرع مع إنبيق ذو خاتم)، حوجلة للتجميع (قابلة)، والمقطرة العمياء بدون أنبوب التفريغ (الإنبيق الأعمى)، الأثل، الكأس أو القدح[؟]، القارورة، قارورة ماء الورد (ماوردية)، المرجل أو طِنجير، القدر أو الطِنجير، حمام مائي أو رملي (القدر)، فرن أو تنور، مستوقد (وهو فرن إسطواني لتسخين الأثل)، قمع، منخل، مرشح[؟]، إلخ...[25]

ومن هذه القائمة، طور جابر بن حيان أكثر من 20 من هذه الأجهزة الكيميائية.[33]

الأجهزة الفيزيائية

اخترع أبو الريحان البيروني المقياس المخروطي،[34] لكي يوجد النسبة بين وزن المادة في الهواء ووزنها الماء المزاح، ولكي يقيس بدقة الوزن النوعي للأحجار الكريمة والمعادن الثمينة أيضًا، وهي قريبة جدًا من القياسات الحديثة.[35]

كما اخترع البيروني القارورة المخبرية ومقياس الكثافة في بدايات القرن الحادي عشر. وقام الخازني باختراع الميزان المائي، والميزان القبان في بدايات القرن الثاني عشر. إن أول وصف لهذه الأدوات موجود في كتاب الخازني «ميزان الحكمة» من سنة 1121.[36]

وكان ابن سينا المعاصر للبيروني أول من وظف المحرار الهوائي في تجاربه.[37] وابن الهيثم المعاصر الآخر للبيروني، وصف بوضوح،[38] وبتحليل صحيح[39] حجرة التصوير، وآلة التصوير ذات الثقب.

المواد الكيميائية

الحموض

حمض هيدروكلوريك، هو حمض معدني، أول من عزله جابر بن حيان.

كان الحمض الوحيد المعروف عند القدماء هو الخل. كان العلماء المسلمون أول من اكتشف وعزل عدة حموض جديدة، مثل حمض النتريك، وحمض الكبريت، عن طريق استخدام أجهزة جديدة مثل الإنبيق، وعمليات كيميائية مثل التقطير الخاص.[12] فلقد صنع جابر بن حيان أهم الحموض المعدنية، مثل حمض النتريك، وحمض الكبريت وحمض هيدروكلوريك. وبقيت من أهم المركبات في الصناعة الكيميائية لأكثر من ألف عام.[26] وقد قام ابن حيان أيضًا بتركيز حمض الخل من الخل باستخدام عملية التقطير في القرن الثامن.[8][40] كما يُنسب إليه اكتشاف حمض الستريك، وحمض الطرطير.[8]

العناصر الكيميائية

لقد اكتشف جابر بن حيان العديد من العناصر الكيميائية: الزرنيخ، الإثمد، والبزموت.[12][33][41] وقد كان ابن حيان أيضًا أول من صنف الكبريت («الحجر الذي يشتعل»، وهو توصيف لمبدأ الاحتراقية) والزئبق (الذي يحتوي المبدأ المثالي للخواص المعدنية) على أنهم عناصر كيميائية.[42] وقد كان ابن حيان أول من نقى الرصاص والقصدير وميزهما عن بعضهما.[43]

المواد الاصطناعية والمشتقة

كتب محمد بن زكريا الرازي في القرن العاشر أنه وأسلافه (خالد، وجابر بن حيان، والكندي[؟]) اخترعوا المواد الكيميائية المشتقة والاصطناعية التالية: أكسيد الرصاص الثنائي (Pbo)، أكسيد الرصاص الأحمر (Pb3O4أكسيد القصدير الثنائي، خلات النحاس الثنائي (خلات نحاس ثنائي، زانيار)، أكسيد النحاس الثنائي (CuO)، كبريتيد الرصاص، أكسيد الزنك (ZnO)، أكسيد البزموت، أكسيد الإثمد، صدأ الحديد، خلات الحديد[؟]، الدوس (أصل الفولاذ)، الزنجفر (كبريتيد الزئبقيك، HgS)، أكسيد الزرنيخ الثلاثي (As2O3كربونات الكالسيوم (القلي)، هيدروكسيد الصوديوم (الصودا الكاوية)، والقليميا (وهو الخبث الناتج عن تنقية المعادن).[44]

الكحول المقطر

تمكن الكيميائيون المسلمون من عزل الإيثانول (الكحول) كمركب صافي بعد تطوير عملية التقطير خلال عهد الخلافة العباسية، ومن أشهر هؤلاء العلماء، جابر بن حيان، الكندي[؟]، والرازي[؟]. كتابات ابن حيان (721-815) ذكرت الأبخرة القابلة للاشتعال للنبيذ المغلي. وقد وصف الكندي[؟] (801-873) بشكل جلي تقطير النبيذ.[45] وقد يعود هذا إلى هدف فصل المواد الكحولية من المشروبات بسبب حرمة استهلاكها في الشريعة الإسلامية.

وقد كان الكيميائيون المسلمون أول من أنتج الكحول المقطر المنقى منذ القرن الثامن وحتى القرن العاشر، لاستخدامه في الصناعات الدوائية والكيميائية.[21][26]

وقد كتب العالم السوري أحمد يوسف الحسن:

"إن تقطير النبيذ، وخصائص الكحول كانت معروفة بالنسبة للكيميائيين المسلمين منذ القرن الثامن. وتحريم الخمر في الإسلام لا يعني أنه لم يكن ينتج أو يستهلك أو أن الكيميائيين العرب لم يستخدموه في عمليات التقطير. وقد وصف جابر بن حيان تقنية التبريد المستخدمة في عملية تقطير الكحول[45]".

المواد الدوائية

اكتشف الكيميائيون والأطباء المسلمون وأنتجوا على الأقل 2000 مادة دوائية للاستخدام في الطب والعلوم الصيدلية.[46]

المواد الطبيعية

صنف محمد بن زكريا الرازي في القرن العاشر المواد الكيميائية الطبيعية التي اكتشفها بنفسه وتلك التي اكتشفها العلماء المسلمون قبله (وبشكل أساسي خالد، وابن حيان، والكندي[؟]، والتميمي) كما يلي:

المواد النباتية والحيوانية

كتب محمد بن زكريا الرازي أن المادة النباتية الوحيدة التي استخدمها الكيميائيون المسلمون هي نبات الأشنان، التي استخرجوا منها الأملاح القلوية. وقد عد الرازي أيضًا قائمة من عشرة أعضاء حيوانية كان يستخدمها هو ومن سبقه، وهي: الشعر، الجمجمة، الدماغ، الصفراء (عصارة المرارة)، البيض، عرق اللؤلؤ، والقرون. وقد كتب أن هذه الشعر، والدماغ، والصفراء، والبيض، والجماجم والدم تستخدم لتحضير ملح النشادر.[44]

مواد أخرى

لقد أنتج الكيميائيون المسلمون العديد من المركبات الكيميائية خلال تجاربهم، وتشمل:

وقد كان ابن حيان أول من صنف جميع المعادن التقليدية السبعة: الذهب، والفضة، والقصدير، والرصاص، والزئبق، والحديد، والنحاس.[12]

كيمياء النسيج

كانت الصباغة من الصناعات المهمة والاختصاصية، والمرتبطة بشكل وثيق ومباشر بصناعة النسيج. وقد بقيت الأصبغة الطبيعية المستخرجة من الحيوانات والنباتات هي الأصبغة الوحيدة المتوفرة حتى اكتشاف الأصبغة التركيبية في القرن التاسع عشر، ومن الأصبغة التي كانت رائجة ومستخدمة: الحمراء، الزرقاء، الصفراء، الخضراء، الأرجوانية، والسوداء.

الصناعات الكيميائية

صناعة الخزف والفخار

طبق خزفي مزجج مصنوع على الطراز العربي الأندلسي، من إسبانيا قرابة عام 1475.

لقد كان استخدام الخزف المزجج سائدًا في الفن الإسلامي من القرن الثامن وحتى القرن الثامن عشر. وعادة ما كانت تتخذ شكلاً من أشكال الفخار المصقول.[47] وقد كان تعتيم الخزف باستعمال أكسيد القصدير[؟]، هو إحدى التقنيات الجديدة التي طورها الخزافون المسلمون. وأول خزف معتم وجد في البصرة وهو ملون باللون الأزرق. ويعود تاريخه إلى القرن الثامن. والمساهمة الكبيرة الأخرى كانت تطوير الخزف المطعم بالإحجار، ويعود إلى القرن التاسع في العراق.[48] وأول مجمع صناعي لإنتاج الزجاج والخزف كان في مدينة الرقة[؟]، في سورية، في القرن الثامن.[49] وقد أقيمت مراكز أخرى لصناعة الخزف والفخار في العالم الإسلامي، بما فيها الفسطاط (من سنة 975 إلى سنة 1075مودمشق (من سنة 1100 إلى قرابة عام 1600م) وتبريز (من سنة 1470 إلى سنة 1550م).[50]

قام جابر بن حيان باختراع الأوان الخزفية المصقولة وذلك في العراق في القرن الثامن خلال عهد الخلافة العباسية.[51][52] الابتكار الآخر أيضًا هو «الباريلو»، وهو آنية خزفية مصممة أصلا لوضع المراهم الصيدلانية والأدوية الجافة. وقد تم تطوير هذا النوع من الأواني الصيدلانية في الشرق الأوسط الإسلامي. وقد أحضر إلى إيطاليا من قبل تجار الأندلس، وبدأ إنتاج أولى النماذج الإيطالية في فلورنسا في القرن الخامس عشر.

ظهر الطراز العربي الأندلسي في الأندلس خلال القرن الثامن، تحت حكم الفاطميين. وكان هذا الطراز من الفخار الإسلامي قد ابتدئ تصنيعه في الأندلس، بعدما أدخل المسلمون تقنيتين في الخزف إلى أوروبا، وهما التزجيج باستخدام خزف معتم بالقصدير، والطلاء بطبقة معدنية لماعة. وقد كانت الخزفيات الإسلامية الأندلسية متميزة عن تلك المسيحية بطابعها وزخرفتها الإسلامية.[53]

صناعة الجبن والغراء

وصف جابر بن حيان في كتابه اللؤلؤة المكنونة، الوصفات الأولى لصناعة الغراء من الجبن.[54]

النفط والمنتجات البترولية

لقد كانت شوارع بغداد أول ما رصف في القرن الثامن باستخدام القار المستخرج من النفط عن طريق التقطير الإتلافي. وفي القرن التاسع، تم استغلال حقول النفط في المنطقة المحيطة بمدينة باكو الحديثة في أذربيجان، لإنتاج النفط الخفيف (النافثا). وُصفت هذه الحقول من قبل المسعودي في القرن العاشر، ومن قبل ماركو بولو في القرن الثالث عشر، الذي قال أن حصيلة آبار النفط هذه تصل إلى مئات من حمولات السفن.[21]

كان الكيميائيون المسلمون أول من أنتج البنزين من النفط الخام، وذلك باستخدام عملية التقطير.[55]

وقد أنتج الكيروسين بتقطير النفط، وكان أول من وصف العملية هو الرازي[؟] في القرن التاسع في بغداد. ففي كتاب الأسرار، وصف طريقتان لإنتاج الكيروسين. فالطريقة الأولى تستخدم الصلصال بوصفه مادة ماصة، بينما تستخدم الطريقة الأخرى كلوريد الأمونيوم (ملح النشادر). وقد وصف الرازي أيضًا مصابيح الكيروسين التي كانت تستخدم للتدفئة والإنارة في كتابه المسمى «كتاب الأسرار».[56]

وقد كان ابن سينا أول من أنتج الزيوت العطرية في مطلع القرن الحادي عشر، باستخدام التقطير بالبخار، لاستعمالها في طب الروائح والمشروبات والعطارة[؟].[28]

ماء الورد

ماء الورد أنتج أول ما أنتج من قبل الكيميائيين المسلمين من خلال تقطير الورود، لاستخدامه في المشروبات والعطارة[؟].[26]

صناعة المشروبات

القهوة

كان العربي خالد يرعى عنزاته في كافا في إثيوبيا، عندما لاحظ أن حيواناته قد أصبحت في غاية النشاط بعد أكلها أحد أنواع التوت[؟]. قام خالد بغلي هذا التوت فصنع منه أول قهوة. ومما هو مؤكد، أن أول توثيق لهذا الشراب كان عند تصدير بعض حبوب البن من اليمن إلى إثيوبيا، حيث كان متعبدي الصوفية يشربون منه ليبقوا مستيقظين طوال الليل للصلاة في المناسبات الخاصة. وبحلول أواخر القرن الخامس عشر، وصلت هذه الحبوب إلى مكة المكرمة وتركيا حيث وجدت طريقها إلى مدينة البندقية في سنة 1645م. وجُلبت إلى إنكلترا في سنة 1650م من قبل اليوناني باسكوا روزي الذي افتتح أول مقهى في شارع لومبارد في مدينة لندن. ويُشتق اسم القهوة باللغة التركية "kahve"، وباللغة الإيطالية[؟] "caffè" من اسمها العربي، وكذلك الحال بالنسبة لاسمها باللغة الإنكليزية "coffee"، إلا أنه اشتقاق غير مباشر، إذ أن هذا الاسم يُشتق من الاسم الإيطالي المشتق من الاسم العربي.[11][57]

الماء المقطر والمنقى

إن الكيميائيين المسلمين هم أول من أنتج الماء المقطر والماء المنقى، المستخدمين في أنظمة توريد المياه ومن أجل الرحلات الطويلة عبر الصحاري، حيث تكون مصادر الماء غير مضمونة.[29]

الشراب

طور المسلمون مجموعة متنوعة من العصائر لصنع شرابهم، ومنها أتت كلمة "sorbetto" باللغة الإيطالية، و"sorbet" باللغة الفرنسية و"sherbet" باللغة الإنكليزية. وقد حوت المصادر العديدة من القرون الوسطى الإسلامية على العديد من وصفات الشراب الذي يمكن إبقاؤه خارج الثلاجة طيلة أسابيع أو أشهر.[58][59]

صناعة الزجاج

مصانع الزجاج

أول مجمع صناعي لإنتاج الزجاج والخزف كان في مدينة الرقة[؟] السورية في القرن الثامن الميلادي. كانت العديد من التجارب تجري في ذاك المجمع، الذي كان يصل في طوله إلى كيلومترين، لتطوير زجاج عالي النقاوة. تم اكتشاف موقعين مماثلين لهذا المجمع، وكان مجموع تلك المواقع الثلاث ينتج الزجاج بطرق كيميائية مختلفة تصل إلى ثلاثمائة طريقة.[49]

إن أول مصانع الزجاج كانت منشأة في العالم الإسلامي بأيدي عمال مسلمين في القرن الثامن، في حين أن مصانع الزجاج في أوروبا بُنيت لاحقاً في القرن الحادي عشر على أيدي حرفيين مصريين فمن مدينة كورنث اليونانية.[26]

الزجاج الصافي الشفاف عالي النقاوة

إن أقدم نماذج الزجاج الصافي الشفاف عالي النقاوة أنتجت من قبل المسلمين في القرن التاسع الميلادي، ومثال ذلك زجاج الكوارتز المنصهر[؟]، الذي اخترع من قبل عباس بن فرناس.

نوافذ بزجاج معشق ملون في مسجد ناصر الملا في مدينة شيراز في إيران.

الزجاج الملون والمعشق

تم إنتاج الزجاج المعشق لأول مرة من قبل المعماريين المسلمين في جنوب غرب آسيا باستعمال الزجاج الملون بدل الحجارة (التحجير). في القرن الثامن وصف العالم الكيميائي جابر بن حيان في كتابه «الدرة المكنونة» ستًا وأربعين طريقة لإنتاج الزجاج الملون، بالإضافة إلى اثني عشرة وصفة أخرى قام بكتابتها المراكشي في نسخ لاحقة من الكتاب.[60]

اللآلئ والأحجار الكريمة

وصف جابر بن حيان في كتاب «الدرة المكنونة» أول طريقة أو وصفة لإنتاج اللؤلؤ الصناعي كما وصف طرق تنقية اللآلئ من الشوائب عند تغير لونها من البحر أو من الشحوم المختلفة.[54]

أما بالنسبة للأحجار الكريمة فقد وصف جابر أول طريقة لصباغة الأحجار الكريمة واللآلئ وتلوينها بلون اصطناعي،[54] كما وصف طريقة إنتاج الزجاج الملون عالي الجودة الذي كان يشذب إلى أحجار كريمة اصطناعية.[61]

المرايا

وصفت مرايا القطع المكافئ (مرايا على شكل قطع مكافئ) لأول مرة من قبل ابن سهل في كتابه «عن الأدوات الحارقة» في القرن العاشر الميلادي، كما وصفت لاحقاً من قبل ابن الهيثم في كتابه عن المرايا الحارقة وكتاب المناظر عام 1021.[62]

كما ناقش ابن الهيثم خواص المرايا المقعرة والمحدبة في الشكلين الأسطواني والكروي،[63] ووصف المرايا الكروية ومرايا القطع المكافئ،[64] وأجرى عدداً من التجارب على المرايا، وأوجد حلاً لمشكلة تحديد نقطة على مرآة محدبة، والتي ينعكس عليها الشعاع الوارد من نقطة إلى نقطة أخرى.[65]

وبحلول القرن الحادي عشر صُنعت المرايا من الزجاج النقي في الأندلس.[66]

زجاج الكوارتز والسيليكا

إن زجاج الكوارتز والسيليكا الشفاف عالي النقاوة تم اختراعه من قبل عباس بن فرناس (810-887)، الذي كان أول من أنتج الزجاج من الرمل والصخور[؟] مثل الكوارتز المنصهر[؟].[67]

الصناعة الصحية

مستحضرات التجميل

لقد استخدمت مستحضرات التجميل منذ قديم الأزمان، ولكنها كانت أساسًا مخصصة للتجميل فقط وغالبًا ما كانت تستخدم فيها المواد السامة. لكن هذا تغير مع المسلمين العاملين في مستحضرات التجميل، الذين شددوا على النظافة، بسبب الاحتياجات الدينية، فاختراعوا مختلف المستحضرات الصحية والتجميلية والتي ماتزال تستخدم إلى اليوم.[68]

و في القرن التاسع، قام زرياب باختراع أول معجون أسنان، الذي شاع في جميع أنحاء الأندلس.[69] لا تُعرف حاليًا مكونات هذا المعجون على وجه الدقة،[70] لكن قيل أنه حقق على حد سواء «الوظيفية والطعم الجيد».[69] وبالنسبة للنساء، فقد افتتح صالون للتجميل أو «مدرسة للتجميل» بالقرب من قصر الخليفة القرطبي، حيث كان يتم تدريس النساء «استخدام مزيلات الشعر لإزالة شعر الجسد»، وتُعرض عطورًا ومستحضرات تجميل جديدة،[70] وتُقدم مزيلات روائح تحت الإبط.[71]

وفي كتاب الخواص الكبير لجابر بن حيان، أفرد إحدى المقالات لوصف «إزالة الشعر من الجسد».[72]

الصابون

يُصنع الصابون من الزيوت النباتية (مثل زيت الزيتون)، والزيوت العطرية مثل (زيت الزعتر) والصودا الكاوية، وكان أول من أنتجه هم الكيميائيون المسلمون.[26] ونظرا للاحتياجات الدينية كالنظافة والغسل، فقد اخترعوا وصفة الصابون، التي لا تزال تستخدم حتى العصر الحالي.[11]

يعود تاريخ صناعة صابون الغار في حلب إلى ما قبل خمسة آلاف سنة، ولم تتغير طريقة صناعة الصابون بشكل كبير منذ ذلك الحين حيث لا زالت تحافظ على طريقة الإنتاج التقليدي شبه اليدوية مع بعض التطور مع مرور الزمن. وبدأً من القرن السابع، أنتج الصابون في نابلس بفلسطين، والكوفة والبصرة بالعراق. والصابون، كما يُعرف اليوم، ينحدر تاريخيًا من الصابون العربي. وقد كان الصابون العربي معطرًا وملونًا، في حين أن بعض أنواع الصابون كانت سائلة وبعض الأنواع كانت صلبة. كما صُنع صابون خاص للحلاقة. وقد بيعت القطعة تجاريًا بثلاثة دراهم في عام 981 الميلادي. لقد حوت مخطوطات الرازي[؟] على مختلف وصفات الصابون. وقد اكتشف مؤخرا مخطوطة من القرن الثالث عشر تعطي تفصيل أكبر عن وصفات صناعة الصابون، ومن تلك الوصفات على سبيل المثال: مزج بعض زيت السمسم، ونضح من البوتاس، بعض القلوي وبعض الجير، وغليها كلها وطهيها، ثم يتم صبها في قوالب وتترك لتجف وتتماسك، منتجة صابونًا جافًا.[68]

العطارة وصناعة العطور

أسهمت الثقافة الإسلامية إسهامًا كبيرًا في تطوير العطارة[؟] من حيث إتقان استخراج الطيب من خلال التقطير بالبخار وتقديم مواد خام جديدة. وقد أثرت المواد الخام وتقنية التقطير تأثيرًا كبيرًا على العطارة[؟] والتطورات العلمية الغربية، وخاصة الكيمياء.

وقد ساعدت التجارة في العالم الإسلامي على تأمين أنواع مختلفة من التوابل والمواد العشبية، وغيرها من المواد العطرية. وبالإضافة إلى الإتجار بهذه المواد، فإن الكثير من هذه المواد المجلوبة كانت تزرع من قبل المسلمين بنجاح خارج مناخاتها الأصلية. مثالين على ذلك: الياسمين، التي تعود أصوله إلى جنوب وجنوب شرق آسيا، ومختلف الحمضيات، التي تعود أصولها إلى شرق آسيا. كل من هذه المكونات لا تزال بالغة الأهمية في صناعة العطور الحديثة.

وقد وثِق استخدام العطور في الثقافة الإسلامية في فترة ترجع إلى القرن السابع وقد اعتبر استخدامها واجبًا دينيًا. وفي الحديث النبوي في صحيح البخاري:

الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستن، أن يمس طيبا إن وجد.[73]

هذه الطقوس أعطت حافزًا للعلماء لبحث وتطوير طريقة أرخص لإنتاج البخور بالجملة. اثنان من الموهوبين الكيميائيين، جابر بن حيان، والكندي[؟]، أنشؤا صناعة العطور. طور ابن حيان العديد من التقنيات المتقدمة، بما فيها التقطير، والتبخير والترشيح، والتي تسمح بتجميع عطور النباتات المتبخرة على شكل ماء أو زيت.[74] والكندي[؟] هو المؤسس الحقيقي لصناعة العطور، فقد قام ببحوث وتجارب مكثفة ودمج مختلف النباتات ومصادر أخرى لإنتاج مجموعة متنوعة من الطيب. لقد وضع عدد كبير من «الوصفات» لمجموعة واسعة من العطور ومستحضرات التجميل والمستحضرات الصيدلانية. وقال شاهد رآه وهو يعمل في المخبر:

«لقد تلقيت الوصف التالي، أو الوصفة، من أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي، ورأيته يصنعها ويضيف إليها بعض الإضافات بوجودي».

ويمضي الكاتب في الجزء نفسه من الكلام عن تحضيره لأحد العطور المسمى «غالية»، الذي يحتوي على المسك، والعنبر وغيرها من المكونات، ويكشف عن قائمة طويلة من أسماء المواد والأجهزة.

جُلِب المسك وعطور الأزهار من المنطقة العربية إلى أوروبا في القرن الحادي عشر، والثاني عشر، من خلال التجارة مع العالم الإسلامي ومع الصليبيين العائدين لبلادهم. وتجار العطور كانوا هم على الأغلب تجار التوابل والأصبغة. وهناك سجلات لنقابة تاجري التوابل في لندن، تعود إلى سنة 1179 م، تبيّن تجارتهم مع المسلمين بالتوابل ومكونات العطور والأصبغة.[75]

المنتجات العسكرية

ملح البارود المنقى

كانت نترات البوتاسيوم (ملح البارود، أو ثلج الصين) معروفة عند العرب منذ وقت مبكر، حيث كانت معروفة من قبل خالد بن يزيد بن معاوية المتوفى عام 709 م وذلك تحت العديد من التسميات. استخدم هذا المركب في عمليات التعدين وفي إنتاج حمض النتريك والماء الملكي. وردت وصفات لهذه الاستعمالات في كتب كل من جابر بن حيان (المتوفى عام 815 م) وأبو بكر الرازي (المتوفى عام 932 م) وفي كتب العديد من الخيميائيين الآخرين.[76] هناك اثنان من الأعمال المشهورة التي تصف عملية تنقية ملح البارود، الأول من ابن بختويه في كتابه «المقدمات» من عام 1029، والآخر من المهندس والكيميائي السوري نجم الدين حسن الرماح في كتابه «الفروسية والمناصب الحربية» من عام 1270، الذي كان أول من وصف عملية التنقية الكاملة لنترات البوتاسيوم، حيث ذكر استعمال كربونات البوتاسيوم (على شكل رماد الخشب) لإزالة أملاح الكالسيوم والمغنسيوم الموجودة على شكل كربونات في نترات البوتاسيوم.[76][77]

بالإضافة إلى ذلك فقد تم العثور على وصفة كاملة لتحضير البارود، وذلك باستعمال ملح البارود المنقى لأول مرة في مخطوطة عربية تعود للقرن العاشر.[78] وفي مخطوطة أخرى من القرن العاشر أيضاً ورد وصف كامل للبارود ولكيفية استعماله في المدافع.[79]

البارود المتفجر

استخدم جنود الإنكشارية العثمانيون بنادق[؟] ماتشلوك منذ عقد الأربعينات في القرن الخامس عشر، وفي هذه الصورة من عام 1522 يظهرون وهم يقاتلون فرسان القديس يوحنا.
مدفع شاهي، أو المدفع السلطاني، التركي الكبير الذي استخدم في حصار القسطنطينية عام 1453، وهو يعتبر أول سلاح ناري خارق.

هنالك اختلاف في الآراء حول مسألة أصل البارود، لكن الرأي الأكثر شيوعاً هو أن الصينيين كانوا أول من اخترع البارود، لكن بعض الباحثين يخالفون هذا الرأي حيث يعتقدون أنه من الممكن أن يكون المسلمين هم أول من اخترعوه.[80][81] وفي حال كان الصينيون هم أول من عرف البارود بحق، إلا أن المتوفر بين يديهم لم يكن نقياً وبالتالي فإن خواصه الانفجارية كانت ضعيفة، بالإضافة إلى ذلك فإن نسب خلط المواد الأولية للمزيج لم تكن مناسبة للاستعمال في المدافع.

كان ملح بيتر معروفاً للعرب باسم النطرون كما كان له أسماء أخرى تشير إلى مصدر الخامة مثل الشب اليمني (إشارةً إلى الشبة) وكذلك ثلج الصين، إذ أن المسلمين حصلوا على هذه الخامة من الصين بالإضافة إلى عدة مصادر أخرى.[82]) لم يكتف المسلمون بجلب هذه الخامة إنما كانوا أول من بدأ بتنقيتها، حسب أبحاث جورج سارتون، الذي ذكر أن الزنوج كانوا ينقون النطرون في البصرة واستخدموه في ثورتهم عام 869 م.[83]

إن التركيب المثالي للبارود المستعمل في العصور الحديثة يتألف من 75% من نترات البوتاسيوم (ملح بيتر) و10% من كبريت و15% من الكربون. ذكر المهندس العربي حسن الرماح العديد من الوصفات المقاربة في التركيب وذلك في كتابه «الفروسية والمناصب الحربية» أثناء وصف سلاح الطيار حيث ذكر التركيب التالي له: 74% من نترات البوتاسيوم، 8% من الكبريت، و15% من الكربون، كما وصف تركيب طيار البرق كالتالي: 74% من نترات البوتاسيوم، 10% من الكبريت، و15% من الكربون. لقد ذكر الرماح في كتابه أن تلك الوصفات كانت معروفة لوالده ولجده، لذا فإن تاريخها قد يعود إلى القرن الثاني عشر على الأقل، في حين أن التركيب المتفجر للبارود لم يعرف من قبل الصينيين والأوروبيين إلا في القرن الرابع عشر.[26][77]

إن استعمال العرب لملح بيتر في المعارك والتطبيقات العسكرية يعود إلى القرن العاشر، حيث كانت تستعمل المكونات الثلاثة الأساسية في تركيب البارود (ملح النتر والكبريت والكربون) مع إضافة النافثا لتشكيل أنابيب أو أسطوانات من القذائف الحارقة التي كانت تطلق من المنجنيقات نحو أسوار المدن المحاصرة،[84][85] كما أن ملح بيتر دخل في وصفات تركيب النار الإغريقية[86] التي استعملت من قبل العرب أيضاً في حروبهم. تذكر بعض المصادر الأخرى أن شاور بن مجير السعدي وزير الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله استعمل 20 ألف أنبوب من القذائف الحارقة وعشرة آلاف من القنابل المضيئة في معارك الدولة الفاطمية عام 1168. جمعت عدة قنابل سيراميكية مختلفة عام 1914 من قبل المكتشفين بهجت وغابرييل في مصر، وفي أربعينيات القرن العشرين تنبه العالم الفرنسي موريس ميرسيه إلى أن تلك القنابل المتميزة بانسيابية التصميم ومتانة الجدار كان القسم العلوي منها غير موجود، في حين أن باقي جسم القنبلة كان سليماً، مما يشير إلى أن انفجاراً داخلياً قوياً سيكون وحده قادراً على تشكيل مثل هذه التصدعات حسب رأيه. قام موريس بفحص العديد من هذه القنابل بشكل دقيق واكتشف أنها كانت تحوي على آثار من النترات والكبريت وهي من المكونات الأساسية للبارود.[87][88] إن العديد من هذه القنابل معروضة حالياً في متحفي القاهرة واللوفر.

استُعمل البارود في المعارك من قبل المسلمين في الأندلس وذلك حوالي عام 1118 م،[89] كما استُعمل لاحقاً للدفاع عن إشبيلية عام 1248 م.[90] استعمل المماليك البارود أيضاً عام 1250 في حربهم ضد الفرنجة الذين كان يقودهم لويس التاسع وذلك في معركة المنصورة،[91] واستخدموا المدافع اليدوية ضد المغول في معركة عين جالوت عام 1260 م. كانت هنالك أربع تركيبات مختلفة لهذه المدافع في المعركة، إلا أن أفضلها وأكثرها انفجاراً كان تركيبها مشابها للتركيب الحالي للبارود المتفجر.[26][92]

اقرأ أيضًا

مراجع

  1. Burckhardt p. 46
  2. مجلة العربي، العدد 580، 1/03/2007 نسخة محفوظة 13 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. Burkhardt, p. 29
  4. Burckhardt, p. 29
  5. Ragai, Jehane (1992)، "The Philosopher's Stone: Alchemy and Chemistry"، Journal of Comparative Poetics، 12 (Metaphor and Allegory in the Middle Ages): 58–77 {{استشهاد}}: line feed character في |العنوان= في مكان 37 (مساعدة)
  6. Holmyard, E. J. (1924)، "Maslama al-Majriti and the Rutbatu'l-Hakim"، Isis، 6 (3): 293–305
  7. Strathern, Paul. (2000), Mendeleyev’s Dream – the Quest for the Elements, New York: Berkley Books
  8. Derewenda, Zygmunt S. (2007)، "On wine, chirality and crystallography"، Acta Crystallographica Section A: Foundations of Crystallography، 64: 246-258 [247]
  9. John Warren (2005). "War and the Cultural Heritage of Iraq: a sadly mismanaged affair", Third World Quarterly, Volume 26, Issue 4 & 5, p. 815-830.
  10. Dr. A. Zahoor (1997). JABIR IBN HAIYAN (Geber). جامعة إندونيسيا. نسخة محفوظة 30 يونيو 2008 على موقع واي باك مشين.
  11. Paul Vallely. How Islamic inventors changed the world. ذي إندبندنت. نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  12. Robert Briffault (1938). The Making of Humanity, p. 195.
  13. Koningsveld, Ronald؛ Stockmayer, Walter H. (2001)، Polymer Phase Diagrams: A Textbook، مطبعة جامعة أكسفورد، ص. xii–xiii، ISBN 0198556349 {{استشهاد}}: النص "last3-Nies" تم تجاهله (مساعدة)، الوسيط |الأول3= يفتقد |الأول3= (مساعدة)
  14. أحمد يوسف الحسن، 10.htm "Arabic Alchemy"، مؤرشف من الأصل في 12 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  15. Research Committee of Strasburg University, Imam Jafar Ibn Muhammad As-Sadiq A.S. The Great Muslim Scientist and Philosopher, translated by Kaukab Ali Mirza, 2000. Willowdale Ont. ISBN 0-9699490-1-4.
  16. Felix Klein-Frank (2001), "Al-Kindi", in Oliver Leaman & حسين نصر، History of Islamic Philosophy, p. 174. London: روتليدج.
  17. Michael E. Marmura (1965). "An Introduction to Islamic Cosmological Doctrines. Conceptions of Nature and Methods Used for Its Study by the Ikhwan Al-Safa'an, Al-Biruni, and Ibn Sina by Seyyed حسين نصر", Speculum 40 (4), p. 744-746.
  18. Robert Briffault (1938). The Making of Humanity, p. 196-197.
  19. G. Stolyarov II (2002), "Rhazes: The Thinking Western Physician", The Rational Argumentator, Issue VI.
  20. Farid Alakbarov (Summer 2001). A 13th-Century Darwin? Tusi's Views on Evolution, Azerbaijan International 9 (2). نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. Dr. Kasem Ajram (1992). Miracle of Islamic Science, Appendix B. Knowledge House Publishers. ISBN 0-911119-43-4.
  22. ويل ديورانت (1980). The Age of Faith (قصة الحضارة (كتاب), Volume 4), p. 162-186. Simon & Schuster. ISBN 0-671-01200-2.
  23. فيلدينغ غاريسون, An Introduction to the History of Medicine: with Medical Chronology, Suggestions for Study and Biblographic Data, p. 86
  24. Dr. A. Zahoor and Dr. Z. Haq (1997). Quotations From Famous Historians of Science, Cyberistan. نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  25. Georges C. Anawati, "Arabic alchemy", in R. Rashed (1996), The Encyclopaedia of the History of Arabic Science, Vol. 3, p. 853-902 [868].
  26. الحسن, أحمد يوسف، 72.htm "Technology Transfer in the Chemical Industries"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  27. Diane Boulanger (2002), "The Islamic Contribution to Science, Mathematics and Technology: Towards Motivating the Muslim Child", OISE Papers in STSE Education, Vol. 3.
  28. Marlene Ericksen (2000). Healing with Aromatherapy, p. 9. McGraw-Hill Professional. ISBN 0-658-00382-8.
  29. George Rafael, A is for Arabs, صالون (موقع إنترنت), 8 يناير، 2002. نسخة محفوظة 13 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
  30. Distillation, Hutchinson Encyclopedia, 2007. نسخة محفوظة 21 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
  31. Pitman, Vicki (2004)، Aromatherapy: A Practical Approach، توماس نيلسون ، ص. xi، ISBN 0748773460{{استشهاد}}: صيانة CS1: extra punctuation (link)
  32. Myers, Richard (2003)، The Basics of Chemistry، Greenwood Publishing Group، ص. 14، ISBN 0313316643
  33. Ansari, Farzana Latif؛ Qureshi, Rumana؛ Qureshi, Masood Latif (1998)، Electrocyclic reactions: from fundamentals to research، Wiley-VCH، ص. ISBN 3527297553
  34. Marshall Clagett (1961). The Science of Mechanics in the Middle Ages, p. 64. University of Wisconsin Press.
  35. M. Rozhanskaya and I. S. Levinova, "Statics", in R. Rashed (1996), The Encyclopaedia of the History of Arabic Science, p. 639, روتليدج, London. (cf. Khwarizm, Foundation for Science Technology and Civilisation.) نسخة محفوظة 22 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
  36. Robert E. Hall (1973). "Al-Khazini", Dictionary of Scientific Biography, Vol. VII, p. 346.
  37. Robert Briffault (1938). The Making of Humanity, p. 191.
  38. David H. Kelley, Exploring Ancient Skies: An Encyclopedic Survey of Archaeoastronomy:
    "The first clear description of the device appears in the Book of Optics of Alhazen."
    نسخة محفوظة 12 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  39. Wade, Nicholas J.؛ Finger, Stanley (2001)، "The eye as an optical instrument: from camera obscura to Helmholtz's perspective"، Perception، ج. 30، ص. 1157–1177:
    "The principles of the camera obscura first began to be correctly analysed in the eleventh century, when they were outlined by Ibn al-Haytham."
  40. Olga Pikovskaya, Repaying the West's Debt to Islam, بلومبيرغ بيزنس ويك, 29 مارس، 2005. نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
  41. جورج سارتون، Introduction to the History of Science (cf. Dr. A. Zahoor and Dr. Z. Haq (1997), Quotations From Famous Historians of Science, Cyberistan) نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  42. Strathern, Paul. (2000). Mendeleyev’s Dream – the Quest for the Elements. New York: Berkley Books.
  43. El-Eswed, Bassam I. (2002)، "Lead and Tin in Arabic Alchemy"، Arabic Sciences and Philosophy، مطبعة جامعة كامبريدج، 12: 139–53
  44. الحسن, أحمد يوسف، 10.htm "Arabic Alchemy: Science of the Art"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 12 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  45. الحسن, أحمد يوسف، 7.htm "Alcohol and the Distillation of Wine in Arabic Sources"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 18 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  46. S. Hadzovic (1997). "Pharmacy and the great contribution of Arab-Islamic science to its development", Med Arh. 51 (1-2), p. 47-50.
  47. Mason (1995), p. 1
  48. Mason (1995), p. 5
  49. Henderson, J.؛ McLoughlin, S. D.؛ McPhail, D. S. (2004)، "Radical changes in Islamic glass technology: evidence for conservatism and experimentation with new glass recipes from early and middle Islamic Raqqa, Syria"، Archaeometry، 46 (3): 439–68
  50. Mason (1995), p. 7
  51. الحسن, أحمد يوسف، 91.htm "Lustre Glass"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  52. الحسن, أحمد يوسف، 9.htm "Lazaward And Zaffer Cobalt Oxide In Islamic And Western Lustre Glass And Ceramics"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  53. Caiger-Smith, 1973, p.65
  54. الحسن, أحمد يوسف، 92.htm "The Colouring of Gemstones, The Purifying and Making of Pearls And Other Useful Recipes"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  55. Deborah Rowe, How Islam has kept us out of the 'Dark Ages', Science and Society, القناة الرابعة البريطانية, May 2004. نسخة محفوظة 24 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
  56. Zayn Bilkadi (جامعة كاليفورنيا (بركلي)), "The Oil Weapons", عالم أرامكو, January-February 1995, p. 20-27.
  57. Hattox, R.S. (1988), Coffee and Coffeehouses: the origin of a social beverage in the Medieval Near East, University of Washington Press, Seattle and London, p. 18.
  58. Juliette Rossant (2005), The World's First Soft Drink, عالم أرامكو, September/October 2005, pp. 36-9 نسخة محفوظة 08 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  59. The World's First Soft Drink. 1001 Inventions, 2006. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 25 يوليو 2011 على موقع واي باك مشين.
  60. الحسن, أحمد يوسف، 9.htm "The Manufacture of Coloured Glass"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 4 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 03 سبتمبر 2007. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  61. الحسن, أحمد يوسف، 93.htm "Assessment of Kitab al-Durra al-Maknuna"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 4 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  62. Roshdi Rashed (1990), "A Pioneer in Anaclastics: Ibn Sahl on Burning Mirrors and Lenses", Isis 81 (3), p. 464-491 [464-468].
  63. R. S. Elliott (1966). Electromagnetics, Chapter 1. مكغرو هيل.
  64. Dr. Nader El-Bizri, "Ibn al-Haytham or Alhazen", in Josef W. Meri (2006), Medieval Islamic Civilization: An Encyclopaedia, Vol. II, p. 343-345, روتليدج, New York, London.
  65. Dr. Mahmoud Al Deek. "Ibn Al-Haitham: Master of Optics, Mathematics, Physics and Medicine, Al Shindagah, November-December 2004.
  66. Dr. Kasem Ajram (1992)، The Miracle of Islam Science (ط. 2nd Edition)، Knowledge House Publishers، ISBN 0-911119-43-4. {{استشهاد بكتاب}}: |edition= has extra text (مساعدة)
  67. لين تاونسند وايت جونيور (Spring, 1961). "Eilmer of Malmesbury, an Eleventh Century Aviator: A Case Study of Technological Innovation, Its Context and Tradition", Technology and Culture 2 (2), pp. 97-111 [100].
    "Ibn Firnas was a موسوعي: a الطب والصيدلة في العصر العباسي، a rather bad شعر إسلامي , the first to make glass from صخر (quartz?), a student of الموسيقى في الإسلام، and inventor of some sort of ميترونوم."
  68. The invention of cosmetics. 1001 Inventions. نسخة محفوظة 15 يونيو 2011 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  69. Sertima, Ivan Van (1992)، The Golden Age of the Moor، ناشرو ترانسكشن، ص. 267، ISBN 1560005815، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019
  70. Lebling Jr., Robert W. (يوليو–أغسطس 2003)، "Flight of the Blackbird"، عالم أرامكو: 24–33، مؤرشف من الأصل في 01 أغسطس 2012، اطلع عليه بتاريخ 28 يناير 2008
  71. Salma Khadra Jayyusi and Manuela Marin (1994), The Legacy of Muslim Spain, p. 117, دار بريل للنشر, ISBN 90-04-09599-3
  72. History of Science and Technology in Islam نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  73. صحيح البخاري، باب: الطيب للجمعة، الحديث رقم 840
  74. Levey, Martin (1973), "Early Arabic Pharmacology", E.J. Brill: Leiden, ISBN 90-04-03796-9.
  75. Dunlop, D.M. (1975), "Arab Civilization", Librairie du Liban
  76. الحسن, أحمد يوسف، 3.htm "Potassium Nitrate in Arabic and Latin Sources"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 8 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  77. الحسن, أحمد يوسف، 2.htm "Gunpowder Composition for Rockets and Cannon in Arabic Military Treatises In Thirteenth and Fourteenth Centuries"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  78. Muslim Heritage نسخة محفوظة 10 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  79. IslamOnline (Arabic) نسخة محفوظة 10 يونيو 2009 على موقع واي باك مشين.
  80. "Gunpowder." Encyclopædia Britannica. Encyclopaedia Britannica 2008 Ultimate Reference Suite. Chicago: Encyclopædia Britannica, 2008. check نسخة محفوظة 21 أغسطس 2008 على موقع واي باك مشين.
  81. Sigrid Hunke, Allahs Sonne über dem Abendland 1967. Stuttgart, pp. 36-37.
  82. Joseph Needham, Science and Civilization in China, volume 5. p.432.
  83. جورج سارتون، Introduction to the History of Science volume 2. p.569.
  84. EI Persian edition vol. 11 check نسخة محفوظة 25 نوفمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
  85. Military life among the Arabs 1964, ministry of information Damuscus, Syria
  86. Al-Hiyal fi al-hurub, p. 175
  87. عالم أرامكو Jan-1995 "The Oil Weapons" check نسخة محفوظة 29 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  88. Mercier, pp. 98-100.
  89. مجلة العربي عدد سبتمر 1986 صفحة 116
  90. Partington, p.228, footnote 6 citing C.F. Temler.
  91. Joinville p. 216, see also Mercier, pp 77-78
  92. الحسن, أحمد يوسف، 3.htm "Gunpowder Composition for Rockets and Cannon in Arabic Military Treatises In Thirteenth and Fourteenth Centuries"، History of Science and Technology in Islam، مؤرشف من الأصل في 8 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  • بوابة تاريخ العلوم
  • بوابة الكيمياء
  • بوابة الأديان
  • بوابة طب
  • بوابة الإسلام
  • بوابة العصور الوسطى
  • بوابة فلسفة
  • بوابة علوم إسلامية
  • بوابة إيران
  • بوابة العرب

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.