تفجيرات حلب (فبراير 2012)

في 10 شباط/فبراير 2012؛ حصلت مجموعة من التفجيرات قُرب مبنى الأمن القومي في حلب. وفقا لوسائل الإعلام التابعة للحكومة فإنّ الانفجارات سببها عملية انتحارية من خِلال سيارتين مُفخختين. حسب ذات المصادر؛ فقد تسبب الهجوم في مقتل 28 شخصًا على الأقل (24 من أفراد قوات الأمن وأربع مدنيين) مُقابل جرحِ 235 آخرين. حصلت التفجيرات خلال الحرب الأهلية السورية وقد ألقت الحكومة باللوم على جماعات المعارضة المسلّحة. بعد 19 يومًا؛ ففي 29 شباط/فبراير 2012؛ أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الانتحاري في حلب.

تفجيرات حلب (فبراير 2012)
جزء من الحرب الأهلية السورية
المعلومات
الموقع حلب
التاريخ 10 شباط/فبراير 2012
التاسعة صباحًا (بالتوقيت المحلي السوري)
الهدف شرطة مكافحة الشغب (ادّعاء الحكومة)
نوع الهجوم عملية انتحارية
الأسلحة قنبلة
الدافع ترهيب الشعب السوري وإلصاق تهمة الإرهاب بالمعارضة ثمّ تبرير قمع الانتفاضة من قِبل الحكومة (ادّعاء المعارضة)
الخسائر
الوفيات 28 شخصًا (بينهم 4 مدنيين)
الإصابات أزيد من 235
المنفذون  جبهة النصرة (حسبَ فيديو سربتهُ الجبهة لوكالة أنباء فرنسيّة)
المعارضة السورية (حسبَ ادّعاء الحكومة)
مجلس وزراء سوريا (حسبَ ادّعاء الجيش السوري الحر)
عدد المشاركون
انتحاريان اثنان

الخلفية

في 23 كانون الأول/ديسمبر 2011؛ انفجرت قُنبلتين قربَ مبنى المخابرات العسكرية السورية في العاصمة دمشق. وفقا لوسائلِ الإعلام الحكوميّة فإنّ الانفجارات ناجمة عن سيارات مفخخة انتحارية تسببت في مصرعِ 44 شخصا معظمهم من المدنيين. تعدُ هذه التفجيرات هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الانتفاضة في أوائل عام 2011. ألقت الحكومة باللوم على الإسلاميين المتشددين في حين اتهمت المعارضة الحكومة بتعمّد تنفيذ هذه الهجمات لتبرير قمع الانتفاضة.

في 6 كانون الثاني/يناير 2012 انفجرت قنبلة أخرى في الميدان بالعاصمة دمشق. ادّعت الحكومة السورية أن انتحاريًا هاجم حافلات تقل قوات مكافحة الشغب قبيل لحظات من بداية مظاهرة مناهضة للحكومة. تسبّبَ الهجوم في مصرع 26 شخصًا معظمهم من المدنيين. وكما هو الحال مع تفجيرات كانون الأول/ديسمبر فقد ألقت الحكومة باللوم على الإسلاميين في حين اتهمت المعارضة الحكومة بتعمّد تنفيذ الهجوم من قِبل أجهزة مخابراتها لتبرير قمع الشعب السوري. بعد أيام قليلة فقط من تاريخ الهجوم؛ بثّ التلفزيون الرسمي السوري «فيديو عن طريق الخطأ» يُبين إعداد جنود النظام الأسدي وهم في صدد نشر أكياس من الخضار في الشارع لإعطاء انطباع أن بعض الضحايا كانوا من المدنيين الذين يتسوقون في سوق قريب من منطقة الهجوم.[1] في نفسِ اليوم؛ ذكر زعيم المعارضة السورية أن الحكومة كانت تخطط لتفجير آخر في حلب لإرهاب الناس ثم أكّد على أن ما تقوم به أجهزة الحكم مجرد مؤامرة لكبح الثورة ضدّ النظام الفاسد والمجرم.[2]

بعيدًا عن التفجيرات الانتحاريّة؛ فمدينة حلب هي مدينة غنيّة نوعًا ما حيث تُعد موطن الأثرياء ورِجال الأعمال وكذا موطن طبقة التجار الذين كانوا يتلقونَ في الغالب دعمًا من الحكومة لمواجهة الانتفاضة. فعليًا؛ لم تشترك حلب في الثورة السورية إلا في وقتٍ متأخر كما لم تشهد سوى القليل من أعمال العُنف والاحتجاجات ضدّ النظام الحاكم. فشلت المعارضة في حشدِ الدعم هناك ولم تكن مقبولة على نطاق واسع وذلك بسبب الامتيازات التي وفرها النظام السوري للطبقة الغنيّة التي تحكمت في تلك المتوسطة والفقيرة.

التفجيرات

ذكرت وزارة الداخلية السورية أنه وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا؛ اخترقت حافلة صغيرة بيضاء الحاجز الأمني،[3] ذلك الحاجز الذي وصفتهُ وكالة أسوشيتد برس «ثكنة الأمن والحفاظ على القوات».[4] حسبَ وزارة الداخلية أيضًا فإنّ السائق قد فجّر نفسه داخلَ الحافلة الصغيرة مما تسبب في مقتل 11 شخصًا وإصابة 130 آخرين من موظفي الحُكومة والمدنيين. بعدَ بضع دقائق؛ فجّر انتحاري آخر نفسه حينَما كان يحاول دخول مبنى الأمن العسكري في حي حلب مما تسبّب في مقتل 17 شخصا وجرح 105 آخرين بما في ذلك العسكريين والمدنيين. أفادَ التلفزيون الرسمي السوري أن القنبلة انفجرت بالقرب من حديقة حيث كان تجمّع الناس للفطور.[5]

ذكرَ المسؤولون أن من بين القتلى 11 من أفراد الأمن قتلوا و13 من العسكريين في الاستخبارات العسكرية وأربعة مدنيين. تسبّبا الانفجارات كذلك في تلفِ المباني المحيطة وترك حفر كبيرة في الطريق. مزقت واحدة من القنابل سورًا من الخرسانة. حسب التحقيقات الحكومية؛ فإنّ كمية المتفجرات اللازمة لإحداثِ مثل هذا الانفجار تتراوحُ ما بين 230 حتّى 450 كجم.[6] على النقيض من ذلك؛ أكّدت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن والشبيحة قد قتلوا 12 شخصا في مظاهرة مناهضة للحكومة في حي المرجة بحلب بعد فترة ليست طويلة من الانفجارات كرد انتقامي أو شيء من هذا القبيل.

المسؤولية

في شريط فيديو اطلعت عليها وكالة فرانس برس في 29 شباط/فبراير 2012؛ أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن الهجوم وذلك بعدَ مرور 19 يومًا من تاريخ وقوعه.[7] في الوقت ذاته؛ نشرَ الجيش السوري الحر المناهض للحكومة إنهُ كان يعمل في المنطقة في ذلك الوقت لكنه نفى مسؤوليته عن التفجيرات وهذا ما أكدهُ النقيب عمار الواوي من الجيش الحر الذي قالَ إن مقاتلي جماعته قد دخلوا في اشتباكات قصيرة مع القوات الحكومية على بُعدِ عدة مئات من الأمتار من مقر الاستخبارات العسكرية وذلك قبل حوالي ساعة منَ الانفجار. تواصلت تأكيدات الحيش الحر وهذه المرّة على لِسان العقيد مالك الكردي والذي وقال إنه تم رصد نشاط قوات الأمن والشبيحة في صباح يوم الجمعة في مدينة حلب ثمّ واصل: «اجتمعَ الشعب في مسيرة كبيرة متوجهًا صوب المسجد لصلاة الجمعة ثم تنظيم مظاهرات مناهضة للحكومة بعدَ ذلك لكنّ قوات هذه الأخيرة قمعت الأصوات الشعبية ... تدخلَ الجيش السوري الحر واستهدف مبنيين حكوميين بقذيفتي آر بي جي ... بعد اشتباكات عنيفة؛ حصل انفجار داخل مبنى الاستخبارات العسكرية! في البداية لم نكن نعرف ما حصل؛ ولكننا نعتقدُ أنّ النظام تعمّد القيام بهذا التفجير في محاولة منه لوقف عملية الجيش السوري الحر.» وقد أكّد قائد الجيش السوري الحر عارف الحمود التقارير التي تُفيد بأن الجيش الحر قد هاجم مبنيين حكوميين بقاذفتي آر بي جي وبعض الأسلحة الخفيفة.[8] ذكر المتحدث باسم الجيش السوري الحر العقيد ماهر النعيمي: «هذا النظام الإجرامي هو من قتل أطفالنا في حمص ووهو من نفذ الهجمات بالقنابل في حلب لتوجيه الانتباه بعيدا عن ما يفعلهُ في حمص.» اتهمَ ناشطون مدنيون وآخرون في المعارضة الحكومة بتعمّد القيام بمثلِ هذه الهجمات من أجل تشويه سمعة المعارضة وتجنب الاحتجاجات الشعبية الأسبوعية كلّ يوم جمعة في المدينة. حسبَ تقريرٍ لصحيفة واشنطن بوست فإنّ «النظام السوري هوَ الوحيد المستفيد مما حصل؛ حيث سيؤكد الآن أنهُ بات يواجهُ حملة من قبل الإرهابيين وليس انتفاضة شعبية.»

ذكر عز الدين الحلبي الناشط الحقوقي المعارض للحكومة في حلب التالي: «كان هناك نشاط مشبوه من قبل أفراد الأمن صباح ذلك اليوم وقُبيل وقت قصير من وقوع الهجمات ... نحن نحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عن هذا الانفجار.» أمّا عبد الرحمن أبو حذيفة المتحدث باسم المعارضة السورية في المدينة فقال: «النظام هوَ من نفذ الهجوم ... تخضعُ المباني الحكومية لحراسة مشددة ومنَ المستحيل على المعارضة شن مثل هذه الهجمات.» في المُقابل نشرت شركة ستراتفور –وكالة مخابرات أمريكية خاصّة– تقريرها الذي أوضحت فيه أن المعارضة السورية من المحتمل أن تكون وراء التفجيرات وقد نفت المسؤولية لتجنب الاتهامات بالإرهاب. حسبَ ستراتفور كذلك فإنّ الحكومة لا تكسب من الراية الكاذبة سوَى اتهام المعارضة بالإرهاب ثم أضافت إن أي هجوم على المرافق الأمنية يضر الحكومة من خلال إثارة التساؤلات مُجددًا حول قوة الأمن الداخلي الذي هو مفتاح قدرة الحكومة على الاستمرار في السلطة.

ردود الفعل

أدانّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التفجيرات الإرهابية التي ضربت مدينة حلب.[9]

انظر أيضا

المراجع

  1. Syria Live Blog Sat, 7 Jan 2012, 18:13 نسخة محفوظة 31 يناير 2012 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  2. "Syrian opposition figure says Assad’s regime plotting a massive blast in Aleppo". Al Arabiya. 6 January 2012. Retrieved 6 January 2012. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. "Twenty-eight Martyrs, 235 Wounded in Twin Terrorist Bomb Blasts in Aleppo City" نسخة محفوظة 14 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.. Syrian Arab News Agency (SANA). 11 February 2012. Retrieved 12 February 2012. نسخة محفوظة 05 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  4. Associated Press: "Syria says suicide bombers kill 28 in attacks on security HQs in Aleppo" نسخة محفوظة 11 فبراير 2012 على موقع مكتبة الإسكندرية الجديدة. The Washington Post. 10 February 2012. Retrieved 12 February 2012. نسخة محفوظة 22 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  5. "Syria unrest: Aleppo bomb attacks 'kill 28'". BBC News. 10 February 2012. Retrieved 12 February 2012. نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  6. "Syrian Rebels Likely Behind Aleppo Bombings". STRATFOR. 10 February 2012. Retrieved 12 February 2012. نسخة محفوظة 19 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
  7. ‘Islamist group post video claiming Syria attacks’. NOW., 29 February 2012. Retrieved 27 August 2015. نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. "Deadly blasts in Aleppo as tanks mass in Homs". Al Jazeera. 10 February 2012. Retrieved 12 February 2012. نسخة محفوظة 01 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. إدانة بان كي مون للتفجيرات الإرهابية التي ضربت حلب نسخة محفوظة 28 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  • بوابة السياسة
  • بوابة الحرب الأهلية السورية
  • بوابة سوريا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.